Tuesday, November 3, 2015

رأس شيطان...عيد المظلة.. إرهاب إسرائيلي

رأس شيطان...عيد المظلة.. إرهاب إسرائيلي


في مقال سابق تحت عنوان سياسة التوريط في العالم العربي أوضحنا أن هناك جماعات سوف ترتكب حماقات بغرض توريط الأنظمة العربية الصامتة على السياسة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين وذلك لتأجيج الصراع العربي الإسرائيلي , وذكرنا أيضاً أن الإرهاب سيعيش بيننا طالما هناك قضايا معلقة تحظى بالشرعية والمصداقية ولم تجد من يدافع عنها ويكون هدفه نبيلاً ساميا ويطرح بدلاً عنه نظام متطور تحت شعار لاظلم ولا إرهاب ولاشريعة غاب ولاكيل بمكيالين ولابد أن نؤمن بالعدل ونرد الظلم الذي أوجد الإرهاب .أما من يتخذ الإرهاب كحجة لتبرير الحروب على بعض الشعوب والنوايا المبيتة في الإنقضاض على البقية الأخرى فهي طموحات توسعية لن تجد إلا مقاومة عنيفة ولو بشكل عمليات إرهابية وقد تسمى عمليات إنتقامية وقد تسمى عمليات جهادية وقد تسمى عمليات إستشهادية فموسوعة الإرهاب مازالت يضم المبتكر من المصطلحات الجديدة مع تطور الاحداث التي تتزايد وتيرتها يوماً بعد يوم , وماحدث بالامس من تفجير فندق هيلتون طابا وما تبعه من إنفجاران قويان أيضاً في مناطق مختلفة من الساحل المصري بسيناء على إمتداد طابا نويبع شرم الشيخ وفي إعتقادنا بأن حماس أخطأت عندما أعلنت في وقت سابق رداً على إغتيال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عز الدين صبحي الشيخ خليل في دمشق , عندما قالت إن الحركة تفكر في نقل الصراع الى خارج الأراضي المحتلة رداً على العملية الاسرائيلية في دمشق ضد أهداف فلسطينية خارج فلسطين , رغم أن إسرائيل لم تدخر وسعاً في ضرب أهداف فلسطينية وعربية خارج الحدود مثل ضرب المفاعل العراقي وإغتيال ابوجهاد في تونس أو التهديد بضرب المفاعل الايراني وعودة الى العملية في هيلتون طابا فهل يعتبر ذلك كرد فعل لعملية "أيام الندم" الجارية حالياً في شمال قطاع غزة حتى ولو بأيدي غير فلسطينية , وطبيعيا أن تتهم إسرائيل الجماعات الفلسطينية لتبرير عدوانها القادم بل وستضيف أيضاً القاعدة الى لائحة الإتهام وأنها تواجه الارهاب تماما كما تواجهه أمريكا , وليس غريباً أن تقوم السلطة الفلسطينية بإدانة الحادث من جهة وتهدئة الموقف من جهة ثانية ودائما أول من يدين هذه الاعمال هو السلطة الفلسطينية , ولكن عندما يكون الضحايا فلسطينيين لم نجد أحداً يستنكر أو يدين أو يشجب بل نجد الصمت العربي الذي يدل بلا شك على العجز العربي تجاه  الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وهذا الصمت ليس جديد العهد بل منذ القدم ولن نذهب بعيداً بل سنتذكر هذا الصمت على الأقل منذ إندلاع إنتفاضة الأقصى مروراً بمجزرة جنين الى الإجتياحات المتكررة الى الإغتيالات الى هدم المنازل على الحدود المصرية الى مجزرة جباليا الى عملية "أيام الندم" وفعلا سيندم العرب كثيراً على الصمت الرهيب وكذلك سيندم الاسرائيليون على ذلك , وفعلا فقد وقعت إنفجارات ثلاثة على الاراضي المصرية والضحايا معظمهم من الإسرائيليين , وتزامن ذلك مع "عيد المظلة" اليهودي (سوكوت) , في نفس الوقت الذي تقصف الطائرات الاسرائيلية بيت حانون في قطاع غزة , ووسعت قوات الاحتلال عدوانها على المواطنين ، وخلفت قوات الاحتلال دماراً هائلاً في ممتلكات المواطنين، وشبكات المياه، والصرف الصحي، والطرق، وخطوط الهاتف، والكهرباء.
وحسب الاحصائيات فإن ما يزيد عن 68 شهيداً و250 جريحاً، هم ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل ضد الاهالي في شمال محافظة غزة، حتى إعداد هذا المقال . ولم نجد طواقم عربية لها علاقات مع إسرائيل تعمل على إستقبال الحالات الحرجة لأبناء الشعب الفلسطيني لتستقبل بدلا منهم السياح الجرحى الاسرائيليين في المستشفيات العربية أي سخرية يحملها هذا القدر الذي أصبح الفلسطيني يعامل كأنه عدو واليهودي يعامل كأنه ضيف يتمتع بكرم الضيافة العربي  , فهل صحيح أن الدم اليهودي أغلى من الدم الفلسطيني ؟ أم أن الدم الفلسطيني لابواكي عليه , ورغم أن قوات الاحتلال تمنع سيارات الإسعاف أن تصل للمناطق التي تحتلها الدبابات الإسرائيلية، وفي الوقت نفسه تسمح دول عربية لسيارات الإسعاف والفرق الطبية الاسرائيلية بدخول أراضي عربية لنقل الجرحى وإسعافهم أي مقارنة تلك التي تجعل الحليم حيران جراء مايحدث من عدوان . كما تواصل قوات الاحتلال، تشديد تدابيرها العسكرية المتصلة بالحصار والاغلاق للمناطق التي شهدت توافد المئات من المستوطنين وأنصارهم من اليمين الاسرائيلي المتطرف في نطاق احتفالات لمناسبة "عيد المظلة" اليهودي . وقد أغلق الحرم الابراهيمي في وجه المصلين من أهالي المدينة ، وذلك بذريعة تمكين المستوطنين من أداء طقوسهم الدينية، ويقوم آلاف المستوطنين بمسيرات صاخبة جابت شوارع القدس بإتجاه حائط البراق، جنوب شرق المسجد الأقصى المبارك ويرددون هتافات عنصرية ويقوموا بممارسات واعتداءات على أهالي القدس وممتلكاتهم وهم في طريقهم لآداء الطقوس التلمودية في حائط البراق بمناسبة "عيد المظلة" اليهودي.
هذا العيد الذي إحترمته القيادة العراقية السابقة عندما أصدرت القانون رقم (110) لسنة 1972 ليعطي الدولة بأكملها ثلاثة أيام أعياد لليهود (الموسويين) بحجة المساواة بين المواطنين بغض النظر عن إنتماءهم الديني، حيث إستبدلت المسميات , فعيد القيامة سمي بالعيد الكبير وذلك لاسباب عقائدية , كما تمتع اليهود العراقيين بإنشاء مؤسسة خيرية لرعاية اليهود من المكفوين التي أطلق عليها إسم " جمعية مؤاساة العميان "، . التي توزع عليهم الهدايا مرتين في السنة، واحدة في "عيد المظلة" والثانية في عيد الفصح. التي أصبحت فيما بعد معهداً موسيقياً، حيث تبرع أحد المحسنين وهو اليعيزر خضوري ببناء مدرسة كبيرة خاصة بهذه المؤسسة افتتحها الملك غازي عام 1933 وسميت " دار مؤاساة العميان " ونتج عنها ما أسموه " أخوان الفن "، حيث أصبحوا يشاركون في جميع الحفلات العامة والخاصة ثم خصص لهم برنامج أسبوعي ثابت لمدة نصف ساعة في الإذاعة العراقية، وبعد ذلك قاموا بتشكيل فرقة مستقلة لإقامة حفلات موسيقية في الإذاعة العراقية , ونالت فرقة " أخوان الفن " شهرة واسعة حيث اقامت الحفلات داخل دار الإذاعة وفي وحفلات النساء على وجه الخصوص، فلقد كانت نساء الطبقة الحاكمة والفئات الغنية في تلك الفترة متحجبات، لذا كن يفضلن حضور حفلات "أخوان الفن" وكن يلقين الحجاب دونما حرج كون جميع أعضاء الفرقة من المكفوفين , حتى أحيت الفرقة عدة حفلات أقيمت تحت رعاية الملكة وبحضورها.
وأضافت هذه الفرقة أسلوباً جديداً في ترجمة الأغاني الى معزوفات بتوزيعات موسيقية فنية رائعة. مما ساهمت في تغيير تاريخ الفن الموسيقي العراقي كما حرصت على إقامة جسور فنية مع فنانين الدول المجاورة وحتى الأوربية .
ومن ذكريات "عيد المظلة" أيضاً ماحصل عام 1990 , والّتي انتهت بمقتل 20 فلسطينيا وجرح 53 في ساحة الحرم الشريف بنيران قوات الأمن .
وجاءت الذكرى الاخيرة "لعيد المظلة" بمقتل وجرح عشرات الإسرائيليين في انفجارات بسيناء التي قامت على إثرها إسرائيل بنقل ضحاياها إلى مسشفيات إيلات لإسعافهم كما رفعت الأجهزة الأمنية العربية حالة التأهب في صفوف قواتها وقامت بتأمين المواقع السياحية بعد أن هزت ثلاثة انفجارات بسيارات مفخخة على ما يبدو، منتجعات سياحية عربية على البحر الأحمر ، مما أسفر عن مقتل 35 شخصا وجرح حوالي 160 آخرين معظمهم من الإسرائيليين حتى إعداد هذا المقال .
كما فرضت إجراءات أمنية مشددة على كل الرحلات الجوية من مطار دولة عربية وبدأت مراجعة أسماء ركاب الرحلات ومراجعة إجراءات السفر والوصول في صالتي المطار الجديد والقديم. ووقع الانفجار الأول في فندق هيلتون ثم أعقبه إنفجاران في منتجعي نويبع ورأس الشيطان اللذين يبعدان عشرات الكيلومترات إلى الجنوب الغربي من طابا. وتسبب أقوى هذه الانفجارات في انهيار عدد من طوابق فندق هيلتون والتي يرتادها السياح الإسرائيليون .
ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن الهجوم، ويقول مسؤولون عرب إنهم لا يملكون أدلة بعد على هذه الانفجارات , بينما رجحت إسرائيل أن تكون العملية التي وصفتها بالإرهابية من فعل تنظيم القاعدة.
وكانت قوات الأمن الإسرائيلية قد حذرت رعاياها من زيارة المنتجعات العربية المطلة على البحر الأحمر قائلة إن مفجرين فلسطينيين أو نشطاء إسلاميين آخرين قد يستهدفونها.
ويسافر آلاف الإسرائيليين إلى شبه جزيرة سيناء في مصر وهو مقصد سياحي شهير أثناء عطلة "عيد المظلة" اليهودي، وقد أعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق أنه سيبدأ باستدعاء الاحتياط فور انتهاء " عيد المظلة" في حملة لتجنيد قوات محدودة من جيش الاحتياط الإسرائيلي بموجب أوامر إستدعاء طارئة ولفترة محدودة , لتقييم الأوضاع ولضرورة تدعيم قوات الجيش الإسرائيلي في المناطق الفلسطينية لمنع وقوع عمليات وسيتم في مرحلة أولى تجنيد خمس ألوية , فيما يتوقع أن يتم في المرحلة الثانية تنفيذ أوامر الاستدعاء التي أرسلت إلى جنود الاحتياط والقيام بحملة تجنيد واسعة.
وكان وزير الحرب الإسرائيلي شاؤول موفاز قد أتاح للجيش تجنيد القوات التي يحتاج إليها من جيش الاحتياط بإدعاء ازدياد التحذيرات المتعلقة بنية الفلسطينيين تنفيذ عمليات فدائية كما أن موفاز قد يهدف من وراء هذا التجنيد ما سوف يستكمل به تنفيذ حملة عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة.
وتستمر إسرائيل في مخططاتها لسلب آلاف الدونمات الفلسطينية لإستكمال جدار الفصل العنصري الذي تقيمه اسرائيل، عمق 15 كلم شرقي الخط الأخضر أي داخل الأراضي الفلسطينية بحجة تخوفها من قيام جهات فلسطينية باستخدام صواريخ الكتف لقصف الطائرات لدى هبوطها في مطار "بن غوريون" .
وتم الكشف عن هذا المخطط الذي سيسلب الفلسطينيين ألاف الدونمات الأخرى من أراضيهم في إطار الحديث عن نية واشنطن إرسال طاقم من الخبراء في مجال تأمين المطارات لفحص الخطة الإسرائيلية آنفة الذكر. وبضمانات مالية أمريكية ,حيث نجحت إسرائيل بتقليص الفوارق بينها وبين واشنطن بخصوص هذا الجدار الفاصل الذي بات حقيقة واقعة لا يمكن تغييرها .
ونذكّر بهذا الصدد بتصريح كان أدلى به شارون عشية المصادقة على بناء المرحلة الثانية من الجدار العنصري حين زعمت واشنطن أنها تعارض إقامة الجدار في منطقة مستوطنات "اريئيل" وما حولها وتنوي خصم تكاليف إقامة الجدار من الضمانات المالية المقدمة لإسرائيل وصرح شارون أيضاً بعد إجراء محادثات مع مستشارة الأمن القومي كوندوليسا رايس بشأن الجدار أن اسرائيل "ستواصل بناء الجدار كما تم التخطيط له وانه إذا نشأت أي مشكلة في المستقبل، فسيتم حلها" ويتضح جليا أن شارون كان يعتمد على دعم أميركي كامل لمخطط الجدار العنصري، هذا ولم تلتفت أي جهة عربية أو دولية للنداءات الفلسطينية المتكررة لإيواء الاسر المنكوبة للتخفيف من معاناة مئات الأسر المنكوبة والتي دمرت منازلها في الاجتياح الأخير لمنطقة الشريط الحدودي مع مصر ,  حيث خلف العدوان الإسرائيلي دمارا هائلا لأكثر من مائة منزل بشكل كلي، ومائة أخرى بشكل جزئي، فضلا عن سقوط العديد من الشهداء وإصابة العديد ايضاً من الجرحى . وحسب المصادر فإن أكثر من  2500 مواطنا من منطقة الشريط الحدودي أصبحوا مشردين وبلا مأوى ولا يجدون حتى منازل لاستئجارها خاصة وأن هناك هجرة داخلية منذ بداية الانتفاضة من منطقة الشريط الحدودي إلى داخل المدن التي أصبحت مكتظة للغاية.
ونحن نتساءل أين دور المؤسسات الإنسانية الدولية في إيجاد بيوت لأكثر من أربعمائة أسرة منكوبة جراء العدوان على مدينة رفح. أما الاسرائيليون فهم يتمتعون بسياحة الخمس نجوم في الاراضي العربية أي مقارنة في هذا الصدد بين مايحدث في تلك المنطقة ، ورغم كل هذه التنازلات ايضاً تنازلت السلطة عن أربعة ثوابت أساسية وهي المطالبة بإزالة كل المستوطنات وتنفيذ حق العودة للاجئين والسيادة الفلسطينية على القدس الشرقية وإقامة الدولة الفلسطينية على جميع الأراضي الفلسطينية التي احتلت في يونيو (حزيران) عام 1967 وهي مقدمة لمزيد من التازلات بحق قضية اللاجئين , ومهما حاولت الدول أن تتكتم على العديد من المسائل إلا إن الله يكشف أمرها من فضله فكيف غفلت الحكومات العربية عن هذا العدد الكبير الهائل من الاسرائيليين المتواجدين في سيناء وبقصد السياحة اي سياحة لهذا العدد الكبير في "عيد المظلة" اليهودي .
ولاشك ان إندلاع الانتفاضة سيخلق صراع نفسي حاد للعرب في إسرائيل للذين يرتبطون بعلاقات قربى وثيقة مع الفلسطينيين في مناطق الضفة الغربية وغزة .
أما المقدسات الإسلامية فتدخل في صلب النزاع اليهودي العربي الإسلامي كما , ويعلم المسلمون أن اليهود المتدينين يعتبرون قبة الصخرة رجساً ينبغي إزالته لبناء الهيكل الثالث مكانها كما حاول فعل ذلك أعضاء التنظيم اليهودي وغيرهم, كما يعلمون أيضاً بأن لدى المتعصبين المسيحيين تفكيراً باتجاه هدم قبة الصخرة .
ورغم أن الفلسطينيين داخل إسرائيل قد مروا بمرحلة (أسرلة) ويقبلون بإسرائيل دولة يهودية شرط ألا يكونوا في هذه الدولة مواطنين من الدرجة الثانية.
أن لعملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية تأثيراً بعيد المدى على نظرة العرب في إسرائيل حيال مسألة الهوية وعناصرها ويمكن القول بأن المسألة الفلسطينية القومية تحمل في نظرهم طابعاً إسرائيلياً محلياً, وأن الحركات والتيارات السياسية العربية تتمحور إلى جانب النضال من أجل المساواة المدنية حول المسائل القومية على الصعيد الداخلي في قضايا مثل أملاك الوقف ومشكلة اللاجئين في وطنهم (أي السكان الذين تم تدمير قراهم في حرب عام 1948 وظلوا داخل إسرائيل ولكن تم ضمهم لقرى أخرى) ومسألة الأراضي العربية المصادرة .
العرب في إسرائيل يتقبلون دولة إسرائيل كحقيقة لا جدال فيها رغم ان الاسباب لاتقبل بحق وجود إسرائيل وهو الفارق بين توجهات السلطة الوطنية وتوجهات الجماعات والمنظمات الاسلامية حيث ان جميع الحركات الإسلامية تعتبر أن الارض الفلسطينية هي أرض إسلامية مقدسة وسيطرة اليهود عليها تدنيس لها .
وعودة الى "عيد المظلة" السابق الذكر والمعروف بعيد العرش, وهذا العيد هو أحد الأعياد الثلاثة التي كان يُحتفل بها بحجّ جماعي إلى الهيكل في القدس، ويحتفل اليهود في "عيد المظلة" بذكرى الخروج من مصر (حوالي القرن الـ 13 ق. م.)، ويقدمون الشكر لله على ذلك , وهو مايدعونا الى الاعتقاد بأن من قام بهذا العمل هو المنظمات الاسرائيلية المتشددة التي تريد إحياء الذكرى على طريقتها الخاصة لتفعيل الخروج من سيناء في الوقت الحاضر .
خلال الأيام الخمسة بين يوم الغفران وسوكوت، يقيم الآلاف من السكان عرشاً , على غرار العُروش التي عاش فيها بنو إسرائيل في الصحراء بعد خروجهم من مصر. يُحتفل في إسرائيل باليوم الأول من أيام "عيد المظلة" على أنه يوم مقدس (كما هو الحال بالنسبة لعيد الفصح وعيد نزول التوراة , أما الطوائف اليهودية في المهجر فإنها تحتفل باليومين الأول والثاني كيومين مقدسين، إذ أنه في العهود الغابرة كان إقرار حلول العيد يتم في الهيكل أي في القدس .  
ويتم تلاوة صلوات إضافية، بما في ذلك صلاة الـ "هاليل"، وهي مجموعة من التبريكات والمزامير التي تُتلى عادةً في بداية الشهر الجديد (في بداية كل شهر قمري) وفي الاحتفالات الخاصة بزيارات الأماكن المقدّسة.
ويمضي غالبية الإسرائيليين أيام "وسط العيد"، سواء عيد الفصح أو عيد العُرش، في المتنزهات العامة في مختلف أنحاء البلاد وبعضهم يذهب الى سيناء في طابا وفي المنتجعات السياحية الاخرى في شرم الشيخ ونويبع .
وتتركز هذه الاحتفالات في مظاهر إجلال التوراة (أسفار موسى الخمسة)، وتتخللها حلقات الرقص التي يحمل فيها جانب من المصلين كتاب التوراة بيد واحدة، ويتلون الفصل الأول والأخير من التوراة، مشيرين بذلك إلى استئناف المدار السنوي لتلاوة فصول الكتاب المقدس. 
ولم تكن صدفة أن يجتمع في سيناء هذه الايام بالذات أكثر من خمسة وأربعون ألف يهودي وستطالب جهات إسرائيلية بعدم أهلية مصر لحماية الامن بعد هذه الانفجارات في فندق هيلتون طابا وإنفجارات نويبع والمناطق الساحلية على إمتداد الساحل الذي يبلغ طوله حوالي 270 كلم . ورغم أن الاحصائيات الاولية بلغت 35 قتيل و160 جريح إلا أن  الأمر لايستدعي هذا العدد الكبير من الطائرات العمودية وطواقم الاسعاف الكبيرة ومفاضات إنزال إسرائيلي في جميع المناطق لنقل المصابين من تلك المناطق الى إسرائيل , هذه الفرق الطبية إسرائيلية تتوجه جواً الى طابا لنقل القتلى والجرحى في الذي لم تقم اي جهة عربية لنقل المصابين الفلسطينيين من عملية "أيام الندم" في شمال قطاع غزة وهناك من يفترض أن بصمات هذه الانفجارات قد تكون فلسطينية أو بصمات القاعدة أو بصمات جماعات متشددة مصرية وإستبعدوا تماماً أن تكون بصمات متشددين يهود وهو المرجح , وعندما تكون العلاقات المصرية مع إسرائيل في أحسن حالاتها لم تقم مصر بمطالبة إسرائيل بالكف عن عمليات بحق الفلسطينيين وخصوصا حملة "أيام الندم" في شمال قطاع غزة وعلينا أن نتنبأ بردود فعل قاسية من إسرائيل تجاه أي جماعة غير يهودية إنتقاما لما حصل .
وعندما حصلت العملية الإسرائيلية على الحدود المصرية الإسرائيلية وهي تهدم أكثر من 150 منزل لم نرى الطواقم المصرية تقوم بمساعدة إخوانهم الفلسطينيين , إن ماحدث في فندق هيلتون طابا وما تزامن معه من إنفجاران آخران في أماكن سياحية قريبة من نويبع , كل هذا من أجل الفوائد السياحية المصرية التي يجنيها المصريون من السياح الاسرائيليين فهل نقدم الفوائد الاقتصادية على دماء القتلى الفلسطينيين على ايدي سلطات الاحتلال أم المشكلة أصبحت فلسطينية إسرائيلية بحته لا دخل للعرب فيها وإذا كان الامر كذلك فلماذا المبادرات العربية ولماذا إجتماعات الجامعة العربية ومعاهدات الدفاع العربي المشترك التي أصبحت حبراً على ورق بل أصبح مدادها يكتب بدم فلسطيني خالص وعلى أجساد الاطفال الفلسطينيين بدلا من الورق وليس غريباً أن ينقل الاعلام بالبث المباشر والحي من الاراضي المصرية عن المصادر الاسرائيلية فأصبح الاعلام الصهيوني هو الوسيلة الوحيدة لنقل الاخبار وبالتاكيد لن ينقلوا إلا ماهو في صالح الصهيونية العالمية التي أصبحت تمتلك مفاتيح وكالات الانباء ومصادر أخبارها وكأن المنطقة مازالت تحت الاحتلال الاسرائيلي ورغم أن هذه الانفجارات تستهدف التواجد الاسرائيلي الكثيف في المنطقة لأنهم يعيثون في المنطقة فساداً ولولا شعورهم بالامن لما تواجدوا بهذا العدد الكبير.
هذه التسهيلات العربية للاسرائيليين يقابلها يقابلها تشديد على الفلسطينيين في مخيماتهم وهنا نتساءل ! أيجوز أن يعيش الفلسطيني في مخيمات والاسرائيلي في فنادق فئة خمس نجوم في دولة عربية ؟ .  
عندما كانت حملة "أيام الندم" على شمال قطاع غزة لم نجد غير الصمت العربي ولكن بعد ان حصل قتلى يهود ستقوم الامم بالشجب والاستنكار فكأنما أحدهم خلق من طين والآخر من نار .
لقد كان الصمت العربي خلال العملية الاسرائيلية على غزة ولكن سنجد التحرك العربي خوفاً من ردة فعل الدولة العبرية , وكأنما الدم الفلسطيني المسفوح رخيص والدم اليهودي غالي وستتكالب الامم على الفلسطينيين ليكونوا الخاسر الأكبر من عمليات طابا ونويبع في سيناء فمن المؤكد أن تلصق التهمة بهم وتسوء العلاقة بين مصر والمنظمات الفلسطينية وهو طوق النجاة الوحيد لعرفات ولن نستعجل الاحداث ولكن بكل تأكيد ستفكر مصر في تغيير موقفها تجاه العملية السلمية أو إستمرار المباحثات الفلسطينية الاسرائيلية , والفضائيات العربية تنقل عن الصحفيين الاسرائيليين ليتهموا منظمة القاعدة ومنظمة حماس والجهاد الاسلامي وحزب الله ولقد شاهدنا عبر الفضائيات الاستعدادات الاسرائيلية لنقل 15000 اسرائيلي من سيناء  والغريب ان هذه العمليات حصلت في وقت تشديد الامن وتبادل المعلومات بين الاستخبارات العربية والاسرائيلية حول السيارات وتبادل المعلومات حول الناس وحماية السفارات الاسرائيلية والاسرائيليين في كل مكان  ونستغرب كيف يسمح لسيارت الاسعاف الاسرائيلية ان تعبر الحدود الى موقع الحادث لان القتلى والجرحى يهود اما عندما يكون الجرحى فلسطينيين فيتم تعطيل سيارات الاسعاف عن انقاذهم  ومما يدل على كبر حجم العملية , هو الاستنفار غير المسبوق بخصوص التبرع بالدم في اسرائيل لانقاذ الجرحى وكذلك إرسال أكثر من 80 حافلة لإخلاء جميع الاسرائيليين , ولن نستبعد التحرك الاسرائيلي لنسف العلاقة بين الفلسطينيين وبين المصريين . والسؤال الهام هو , هل منعت العلاقات الجيدة بين بعض الدول العربية وبين اسرائيل من إيقاف مجازرها ضد هذا الشعب الأعزل؟ ,  ولن ننسى التدخل العربي لجمع بقايا الجنود الاسرائيليين عندما تم إحتجازهم من قبل فلسطينيين , ورغم إن المنطقة أعيد احتلالها عندما كانت تحت الحماية المصرية فلم يتصل أي زعيم عربي بشارون أو بوش لايقاف العدوان على غزة في حملة "أيام الندم" في "عيد المظلة" اليهودي .

 مصطفى بن محمد غريب
المملكة العربية السعودية  – الرياض


No comments:

Post a Comment