Tuesday, August 20, 2019

حديث شريف بخاري ومسلم مصطفى غريب

Canary Bird Singing and sea sound 2004

Canary Bird Singing and sea sound 2005

Canary Bird Singing and sea sound 2006

Canary Bird Singing and sea sound 2008

Canary Bird Singing and sea sound 2009

Canary Bird Singing and sea sound 2010

Canary Bird Singing and sea sound 2013

Canary Bird Singing and sea sound 2014

Canary Bird Singing and sea sound 2015

Canary Bird Singing and sea sound 2016

Sunday, August 11, 2019

آية وعبرة للتأمل والتفكر والتدبر - مصطفى غريب

النهوض بالمؤسسات المتعثرة - مصطفى غريب

جمبا كايزن ادارة الزمان والمكان في اليابان - مصطفى غريب

خطة البحث ومكوناتها - مصطفى غريب

دورة تدريبية في تخطيط وتنظيم الوقت - مصطفى غريب

رضا العميل ولحظة صدق - مصطفى غريب

فن التعامل مع الناس والتأثير فيهم - مصطفى غريب

عشر خطط لتيسير أموركم المالية وحفظ نقودكم - مصطفى غريب

كيف تدير أموالك الشخصية - مصطفى غريب

الصدقة وفضلها وأهميتها وأنواعها

التميز في الآداء - مصطفى غريب

الاعلان والمزيج التسويقي - الاعلان والمزيج التسويقي

إدارة الأعمال الدولية - مصطفى غريب

أخلاقيات العمل مصطفى غريب

إعداد الموظفين لسوق العمل

تبسيط اجراءات العمل مصطفى غريب

العمليات المالية ومعادلة المركز المالى

للتأمل والتفكير والعمل - مصطفى غريب

فن البيع لمنشآت التجزئة - مصطفى غريب

اسرار التميز في الخدمة

التخطيط الاستراتيجي في قصة يوسف عليه السلام

Thursday, August 8, 2019

يطالب بهوية لينعم بالحرية



يطالب بهوية لينعم بالحرية    
  
تدعي الكثير من الدراسات بأن التجنيس في حد ذاته يؤثر على التركيبة الديموغرافية السكانية وبالتالي تتأثر وتؤثر في طبيعة المجتمع رغم التجاهل التام للعوامل الأخرى وتقوم الدول بناء على تلك الدراسات بإصدار قوانين تتشدد في منح صفة المواطنة ولم تقوم هذه الدول بتكليف جهة مستقلة تقوم بدراسة سلبيات تشددها هذا وإذ ننحي باللائمة على من يتشدد في ذلك حيث لا معنى لمن يقيم في دولة ما لعقود من الزمن دون أن يتمكن من الحصول على حق المواطنة أو حقوقه المشروعة من علاج وسكن وتعليم وأمن وغيرها.

ورغم أن الكثيرين من المطالبين بهوية مواطنة يشعرون بالانتماء والحب والولاء والوطنية ويرغبون في التخلص من العبودية إلا أن عدم التطبيق السليم لأحكام الشريعة الإسلامية التي ساوت بين البشر ولم تفرق يوماً بين عربي أو أعجمي إلا بالتقوى هي التي حرمتهم منها واستعبدتهم وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً.  

والمشكلة التي يواجها المطالبين بهوية مواطنة في بعض الدول ليس في رغبته الحصول على دفتر إثبات هوية بقدر رغبته في العدل والمساواة في التعامل وعدم التعدي على حقوقه الإنسانية كما يطالب بأن يستفيد من الخدمات المختلفة التي ينبغي على أي دولة أن تقدمها للسكان بكل عدالة ومساواة ودون تمييز أو استثناء سواء كان مواطن أو مقيم لأنهم جميعاً يؤدوا ما عليهم من واجبات تجاه تلك الدولة حتى لا تكون التفرقة في المعاملة على أساس عرقي أو ديني في المجتمع والتي يرفضها الإسلام.

تذكرت كل هذا عند رؤيتي لمشاهد الحجيج في المشاعر المقدسة وكلهم سواسية كأسنان المشط، فالحياة في طبيعتها عبادة وعمل وهنا نود أن نتساءل هل التقييم الإلهي لهؤلاء البشر من قبل خالقهم بناء على هوية معينة أم بناء على رحمته التي وسعت كل شيء ومقدار العبادة والعمل الخالص لوجهه الكريم؟ ومن هنا يبدأ الخلل في التركيبة السكانية عندما تحاول الدول في سعيها الدؤوب لتبني سياسات للعمل بموجبها كي تستقر بزعمها نسبة من المهاجرين وتحددها بناء على قدرتها على الاستيعاب والاندماج وتبني سياسة سكانية بعيدة المدى تأخذ حتمية تجنيس عدد من المطالبين بالهوية الوطنية.

ومن هنا نشأت محدودية وقصور الفكرة المبنية على الجنس والعرق واللون والدين , ولو كان  الإسلام بني على هذا الأساس لما انتشر وعم أرجاء المعمورة ولما حضر لآداء المشاعر إلا من كان مواطناً أو من جنس أو عرق أو لون معين , كما لا توجد هناك هجرة لم تترك أثرا بشريا وثقافيا سواء حصل المهاجر على هوية هذا البلد أم لم يحصل , ولهذا نجد أن التشدد في تبني سياسات وأنظمة سوف تحد من الاستفادة من العناصر البشرية الفعالة مما سيحد من تقدم هذه الدول لأنها لم تحاول الاستفادة من هجرة العلماء وتعمل على استقطابهم بل وتوطينهم  .  

ولقد أوجد الإسلام سياسات مبنية على إستراتيجيات عالجت تماماً نشوء أي خلل سكاني ولكن بعد انهيار الدولة العثمانية نشأت دول إسلامية تطبق سياسات لا تخدم الوحدة الإسلامية والتضامن الإسلامي في كثير من السياسات والأنظمة والقوانين وبدأت تبعد شيئاً فشيئاً عن روح الإسلام الذي انعكس بدورة على السكان فازداد الخلل السكاني تفاقماً.

ولولا دعوة النبي إبراهيم لما نشأت مكة وازدهرت وخصوصاً بعد أن أصبحت قبلة المسلمين في عهد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ومن مكة انتشرت دعوة الإسلام بفضل الحرية والعدالة والشورى التي نادى بها الإسلام منذ أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان.

أما ما نسمعه في بعض الدول من التحذير من الخلل السكاني الذين يعرفونه بأنه ازدياد نسبة المقيمين الى المواطنين وهي تقسيمات حديثة حتى وصلت في بعض الدول الى الثلث أو أكثر من هذا المعدل بكثير أما نسبتهم الى إجمالي قوة العمل فتصل الى الثلثين وهذا ما يسمى بخلل سكاني في هذه الدولة أو تلك ويبدأ الحديث عن ضعف الولاء والانتماء واختلاف العادات والتقاليد واللغات والألوان فتبدأ النعرات التي حرمها الإسلام بقولة دعوها فإنها منتنة.

وتبدأ التفرقة في المعاملة بين هذه الفئة وتلك وتبدأ القوى العاملة تعيش في معسكرات العمل كأنهم أسرى حرب، فئة مستضعفة تخدم فئة مستكبرة، ويبدأ شيئاً فشيئاً يتفاقم الخلل السكاني وتبدأ أحداث عنف على مستوى فردي ما تلبت أن تكبر الى درجة التنظيم وتبدأ الجامعات والجهات الحكومية ودور الأبحاث بعمل الدراسات لرصد المشكلة وأبعادها على المستوى الرسمي والشعبي، وخصوصاً عندما تبدأ بوادر تراجع اقتصاديات الدول أو عندما يحدث فيها بطالة فيبدأ التمييز بين فئتين.

وتبدأ بعض الفئات بالمطالبة بتوطين الوظائف والحد من انتشار العمالة الوافدة دون النظر بعين الإسلام هل هذا جائز أم فيه تعدي على الحقوق الشرعية للمسلم ومن ثم نبدأ في الابتعاد عن روح الإسلام وسماحته، وعندما تعجز وتفشل الدول في ذلك تبدأ في مداراة الخلل أو إتباع سياسات خاطئة لعلاج المشكلة ويبدأ الخلل السكاني بالتأثير على الأمن القومي والإقليمي وتصبح المجتمعات طائفية تنقسم الى أصيلة ودخيلة.

وتبدأ المجتمعات الأصيلة تشعر بأنها مهددة بعد أن كانت مستكبرة وتنتشر البطالة بين هذه الفئة مما يؤدي الى تراجع قوة العمالة الوطنية مدعين بأن الوافدين قد أقصوهم وأزاحوهم عن الوظائف أو الأعمال مما تفسر بأنها ظاهرة خطيرة وأنها في تصاعد وتبدأ الطنطنة عن البطالة بين صفوف النساء بسبب ضيق مجالات العمل لهن، ويبدأ المواطن بتفضيل الانسحاب من سوق العمل بدلاً من منافسة الفئة الأخرى على وظائف غير مجزية الأجر بعدما كانت في ظل الإسلام فئة واحدة ويبدأ الحديث عن هوية شعوب المنطقة وكيفية المحافظة عليها.

وإذا أردنا الدخول في موضوع متطلبات إصلاح الخلل لابد أن نعود من جديد الى وقفة جادة وإعادة التفكير وتقييم للسياسات وتعاون إسلامي لإصلاح الخلل للتعرف على مدى إمكانية اندماج الفئتين لتصبح فئة واحدة كما نادى الإسلام بذلك منذ عدة قرون كما لم يكن في ذلك الزمان سماسرة للهجرة ومكاتب الاستقدام ودورها السلبي على جميع الأطراف والتي تساهم في عودة تجارة الرقيق من جديد.  

مصطفى بن محمد غريب
الينوي  – شيكاغو


صحيفة الشرق القطرية 18-01-2006م

يا لاجئي العالم اتحدوا


يا لاجئي العالم اتحدوا

مازالت مشكلة اللاجئين تتداعي في كل انحاء العالم وتكاد لاتخلوا قارة منهم ولكن مايتعرض له  اللاجئين الفلسطينيين من معاملة قاسية في بعض الدول العربية هو الدافع لكتابة هذا المقال , رغم توصيات الجامعة العربية , فلننظر كم من المهن محظور على ابناء المخيمات الفلسطينية العمل بها وكيف أنهم معزولون في مخيمات يشاهدهم القاصي والداني عبر الفضائيات كما لو كانوا في سجن كبير مفتوح من الداخل ومعزول عن الخارج  أو كمن يعيش تحت  الاقامة الجبرية وتحت حراسة مشددة لايخرج من المخيم الا بتصريح ولايدخل الا بتصريح وكأننا في ثكنة شبه عسكرية . أو محمية محاطة بأسلاك شائكة حفاظا على من بداخلها من الانقراض لان هذه الهوية يجب ان لاتنقرض وشديدة الشبه بمعسكرات جوانتانامو في كوبا. ومما يزيد الطين بلة، والامور تعقيدا ما صدر عن الجامعة العربية القرار رقم 1547 لعام 1959، الذي طالب بالحفاظ على الهوية الفلسطينية. وجاء القرار بناء على طلب من منظمة التحرير الفلسطينية، بعدم منح الجنسية للفلسطينيين، خوفاً من ان تذوب هويتهم. ونسيت منظمة التحرير أن أهم المسؤولين فيها يحمل الجنسيات المختلفة هم وعائلاتهم ونسوا أيضا أذا كان الهدف هو الحفاظ على الهوية فلماذا لم يطالبوا في نفس القرار السابق ذكره بأن تعطى كل التسهيلات  لهذه الفئة كمواطنين في الدولة المضيفة  مع بقاء الهوية كرمز بمعنى ان يستفيد صاحب الهوية هذا بكل مميزات المواطن في الدولة التي يعيش فيها ويحتفظ بهويته اما أن يترك بدون تعليم وبدون مأوى يملكه وبدون خدمات صحية وهو الاحوج من غيره حيث لاميراث من الاباء والاجداد وأنما مخيمات ترفض الحيوانات الاليفة العيش فيها , فكيف بشعب هذا حاله نريد منه ان يطور ذاته من العدم .ويأمل بحق العودة كأمل  ابليس في الجنة لذا نود من  الجامعة العربية تحديث نفسها ومسارها وقراراتها بما يتناسب والظروف الحالية ويجب تفعيل قراراتها وان لاتبقى حبرا على ورق أمثال قرارات الدفاع العربي المشترك والوحدة الاقتصادية العربية وقرارات تخص الجانب الفلسطيني التي ظاهرها فيه الرحمة وباطنها من قبله العذاب وهي مايتعلق بالمحافظة على الهوية الفلسطينية وبعد كل ما تقدم نود أن نقارن ونضرب على ذلك مثلا مافعلت اسرائيل ب 500 عائلة لبنانية هربت الى اسرائيل بعد الانسحاب من جنوب لبنان وما زالت تعيش فيها، فقد استطاعت هذه العائلات الحصول على بعض المخصصات . فهم لايعيشون في مخيمات داخل اسرائيل وانما في المدن المختلفة وبعد ثلاث سنوات من وجودهم في اسرائيل أنشأوا جمعية خاصة بهم أطلقوا عليها اسم "من اجل الجالية اللبنانية في اسرائيل". وهدفها الاساسي تحسين أوضاع هذه الفئة داخل اسرائيل لانها آثرت البقاء في اسرائيل لان الحكومة الاسرائيلية تعهدت لهم بمساعدات ووقف الى جانب قضيتهم نواب في الكنيست من حزبي الليكود والعمل معا وخصصت الحكومة الاسرائيلية موازنة خاصة لهم شملت نسبة عالية من ايجار البيوت ومخصصات تأمين للاولاد ورسوم بطالة، رغم الظروف القاسية التي تعيشها اسرائيل جراء انتفاضة  الاقصى فقد استطاعت هذه الجمعية من القيام بحملات شعبية وتظاهرات ضد سياسة الحكومة الاسرائيلية الى ان تجاوبت مع مطالبهم  وقررت تقديم الدعم لايجار البيوت ، فدولة اسرائيل التزمت  بتبني جميع العائلات اللبنانية التي وصلت اليها والتعامل معها تماما كما تتعامل مع جنود في الجيش الاسرائيلي. وتطالب الجمعية ليس فقط بدعم في ايجار البيوت بل بشراء بيوت لجميع العائلات المتبقية ودفع تعويضات وتأمين دخل شهري لهم، وتطالب أيضا بحقها في الاقامة الدائمة، لأنهم اندمجوا في المجتمع الاسرائيلي واولادهم يتعلمون في مدارس يهودية. والحكومة الاسرائيلية تتعامل بثقة متناهية معهم وهم يعملون لدى مختلف الادارات الحكومية كحراسة الحافلات الاسرائيلية ومن يعمل في هذا المجال فالثقة به كبيرة لماذا؟  لأنه يتحمل مسؤولية حياة آلاف الناس يوميا". وكما نثمن للامين  العام للجامعة العربية السيد عمر موسى المجهودات الجليلة التي قام بها منذ توليه الرئاسة ولكن نريد المزيد الجهد والعمل وأن يعيد النظر  في جميع القرارات التي اتخذت في اطار الجامعة العربية ويقوم بالعمل على تحديثها بما يتناسب ولغة العصر فمن المعلوم ان الشيء الوحيد الذي لايتغير هو القرآن الكريم وما عدا  ذلك فهو قابل للنقاش والتعديل والتحديث  ولهذا ندعوا الجامعة العربية ان تتطور وتلغي الكثير من قراراتها التي لاتناسب الظروف الحالية السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية ,  فهل سيأتي اليوم الذي نقول يالاجئي العالم اتحدوا ؟ وهل سيتحقق هذا الحلم؟  
مصطفى بن محمد غريب
المملكة العربية السعودية – الرياض
06/10/2003م



ولنا في التاريخ عبرة فاعتبروا يا قادة العالم


ولنا في التاريخ عبرة فاعتبروا يا قادة العالم

إن الإسلام دين المحبة والرحمة واحترام الدماء المعصومة ويدعوا لإصلاح الأرض وعمارتها وآخى بين المؤمنين في قولة "إنما المؤمنين أخوة فأصلحوا بين أخويكم" فهي كفيلة بأن تجعلنا نحب بني البشر كما هم وأن نتقبلهم على علاَّتهم وأن ننظر إلى الجانب الإيجابي فيهم ونتغاضى عن زلاَّتهم. ومحصلة القول إن الأحداث الارهابية الاخيرة في مختلف دول العالم تسببت في مشكلة معقدة وحلها ليس سهلا، ولاسيما أن العالم أصبح أكثر اندماجا ولكن تفسير ما يدور في الساحة العالمية الآن من صراع بين ثلاث طوائف وهي الاصولية الاسلامية المتشددة والاصولية اليهودية المتعصبة والاصولية المسيحية المتطرفة وهو الذي سيصطاد الشباب من الفئات الثلاث لتتقاتل لإثبات كل فئة ذاتها. وسوف يستطيع كل فريق دحر الفريق الآخر عن جغرافية منطقته وهي عبرة التاريخ فالدولة العثمانية تراجعت حتى استقرت في تركيا وبريطانيا بعدما إحتلت معظم دول العالم تراجعت في حدود الجزر البريطانية وألمانيا تراجعت عن إحتلالها لمناطق متعددة الى حدودها وإيطاليا تقوقعت في حدودها وفرنسا إنسحبت من أفريقيا لذا سوف تنسحب أمريكا من المنطقة أوتطرد ولكن الفريق اليهودي المتعصب بما أنه شعب بلا أرض فلن يستطيع المحافظة على مكتسباته من الأراضي التي إحتلها بمساعدة بريطانيا وأمريكا والامم المتحدة وهي الخطوة التي فيها نهاية عالم الظلم وهي زوال إسرائيل بعد رحيل أمريكا عن سيادة العالم أوتقوقعها في مكان حدودها أو إنقسامها الى عدة دول كما حصل للإتحاد السوفيتي وهنا سيكون زوال إسرائيل  من داخلها كالارهابي المنتحر لتفجر مافي جعبتها من قنابل نووية دون تدخل دول عربية أو غربية لأنها وجدت في المكان الخطأ فالارض التي تحتلها إسرائيل هي لشعب مازال يطالب بأرضه حيث يعيش على جزء من وطنه  ويتناسل ليطالب بالجزء الآخر من خلال الانتفاضة المباركة  , بما يملك من وسائل متاحة فالطفل يولد ويتأقلم مع البيئة وبالفطرة السليمة يبتكر وسائل جديدة ليحافظ على حياته حتى لو لم يبقى غير الشجر والحجر ولأنهم يقاتلونا في قرى محصنة أو من وراء جدر فهذا سر بناء الجدار لأنهم يعدون العدة للقتال من وراء هذا الجدار فهو جدار يدعون أنه أمني ونحن نقول  أنه عنصري المهم إنه جدار سيدور حوله قتال فهذا يعني وضع الاصبع على الجرح , ولكننا نفضل الألم على الرؤية الواضحة، فنعصب اعيننا حتى لا نرى حقيقتنا، ولان في المواجهة شجاعة، وفي الشجاعة اختيار، ونحن لم نتعلم بعد كيف نختار! وماذا نختار؟! الرضى بالواقع أم تجاهل الواقع ورفضه تماما أم التعامل معه والتفاهم حوله حتى نخرج بنتيجة ايجابية تعيننا على الاستمرار في البناء برشد ووعي. ورغم عن كل ما نعيشه من ظروف قاسية الا ان الشعب إذا اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر، ولأن الخيارات السليمة التي تقوم على مبدا ثابت لايتغير وتحقق انجازات على الارض هي التي تبقي هذا الشعب يقاوم، ولنا في التاريخ عبرة فاعتبروا يا قادة العالم.

مصطفى بن محمد غريب
المملكة العربية السعودية – الرياض

هذا القائد من أبناء قبيلة العمّــــاريّة


هذا القائد من أبناء قبيلة العمّــــاريّة

الكل يعلم أنّ الرئيس ياسر عرفات هو مركز القيادة والسلطة هذا القائد من أبناء قبيلة العمّــــاريّة، التي انتسب إليها "أبو عمّـــــار" عندما ترك للتاريخ اسمه الحقيقي.. محمد عبد الرحمن عبد الرؤوف القدوة ، ولم تتمكن أمريكا بكل قوتها وجبروتها من نزع هذه الشرعية عنه ولم تتمكن ربيبتها إسرائيل من فعل الشيء نفسة فهو الرقم الصعب في المعادلة السياسية الدولية حول الشرق الأوسط برمته , ورغم أن هذا الرئيس منتخب ديموقراطياً إلا أنه يملك السلطة والقيادة وجميع أوراق اللعبة الفلسطينية بجميع فصائلها وتوجهاتها المختلفة فهو بلا منازع صانع التاريخ الفلسطيني الحديث لن ينازعه في ذلك منازع وسيبقى هو القائد الرمز في حياته وسيكتب التاريخ ذلك بعد وفاته وما كان دائماً جائزا لعرفات لن يكون أبدا جائزا لسواه من الزعماء والقادة الفلسطينيين على الأقل في عصرنا هذا ويعود ذلك إلى  شخصيته القيادية التي أقنعت الفلسطينيين بأنه رغم الأخطاء التي حصلت أثناء فترة قيادته الطويلة  إلا أنها أخطاء أملتها ظروف السياسة الدولية التي حاك مؤامراتها ضده الكثير فهو بلا شك له خصوم سواء من داخل بيئته أو من خارجها فهو المحارب القديم وعلى عدة جبهات ويكفينا الحقد الدفين الذي يبديه من حين لآخر عدوه اللدود شارون  فعرفات الذي يتمتع بالسلطة والنفوذ والقيادة يعرف دائماً كيف يستخدم سلطته ونفوذه وإلا لمابقي حتى الآن على قمة  الهرم التنظيمي للمؤسسات الديموقراطية الفلسطينية ومهما يقال عن الفساد وسوء الإدارة في بعض هياكل  السلطة  إلا أن عرفات بما يملكه من  التجربة المبنية على المعرفة التاريخية والسياسية لأسباب الصراع العربي الإسرائيلي أكدت وتؤكد أنه إستخدم سلطاته بكل ذكاء وإقتدار سواء في زمن الحرب أو زمن البحث عن السلام وماكان ينقص عرفات فعلاً هو إلتفاف الشعب الفلسطيني حوله بكل فصائله وأشكاله السياسية ولكن بكل أسف شعبنا هو كالصقور تجدهم فرادى وكأنهم كلهم قادة  وهذا هو سر الضعف والقوة معاً  ولو توحدوا وإجتمعوا لما ضرهم من خذلهم وهذا هو الوتر التي تلعب عليه إسرائيل منذ زمن طويل ويكفينا فخراً  من هذا الزعيم أنه أسس  منظمة التحرير الفلسطينية  والمجلس الوطني الفلسطيني وإنتزع الإعتراف الكامل بها في جميع المحافل الدولية , هذا الزعيم وهذا القائد الذي حقق الإعتراف العربي والإسلامي والدولي بمنظمته رغم التجاذبات السياسية على الساحة الدولية عبر أكثر من خمسة قرون وهذا يزيدنا قناعة بإن بقاء عرفات على رأس الهرم والقيادة سيزيد من فرص هزيمة شارون رغم إمكانياته ورغم قوة سلطانه والدولة العظمى التي تناصرة ضد هذا الشعب الأعزل لتجريد الزعيم الفلسطيني من سلطاته وصلاحياته . حتى وصل بهم النفوذ والتأثير على رفقاء دربه ولكن هذا المناضل بقي شامخاً ضد كل المؤامرات داخلية كانت أم خارجية وبهذا نخلص الى القول إن الزعماء يصنعون المجد لأنفسهم ولأمتهم وبذلك هم يصنعون التاريخ ولايصنعهم التاريخ فهم المؤثرون وما التاريخ إلا مرآة نشاهد فيها ما صنعوا وما سيكتبه التاريخ هو وصف تام لجميع الأقوال والأعمال والأحداث التي صنعوها هؤلاء الزعماء والقادة وماهي إلا بصمات يتركوها محفورة في صفحات التاريخ المشرق لهذه القضية العادلة التي سينتصر أصحابها يوما ما!

مصطفى بن محمد غريب
الينوي شيكاغو

وصايا الاستشهاديات



وصايا الاستشهاديات

لقد شاركت المرأة الفلسطينية بالعمل العسكري وبالعمليات الإستشهادية إبتداءاً بالعملية التي قامت بها دلال المغربي ومروراً بالعملية الأخيرة التي قامت بها زينب أبو سالم، وغالبيتهن في العشرينيات من عمرهن وسجلن على نحو خاص جرأة غير معهودة وقد فجرت الشهيدة وفاء إدريس نفسها في القدس الغربية ليتوالى بعد ذلك تجنيد الفلسطينيات لهذه العمليات , ومن الطبيعي أن ينتج عن ذلك قتل وجرح العديد من الإسرائيليين كما قامت الاستشهادية دارين أبو عيشة  بتنفيذ عملية فدائية بعدما أبرت بقسمها وقد تختلف الدوافع وراء هذه العمليات إلا أن الهدف الرئيسي يجب أن يكون الشهادة في سبيل الله والمساهمة في رفع الظلم عن هذا الشعب الذي يرزخ تحت الإحتلال لأكثر من نصف قرن .
وأكدت دارين في شريط فيديو تم تصويره قبل تنفيذها العملية "أنها قررت أن تكون شهيدة لتنتقم لدماء الشهداء وانتهاك حرمة المسجد الأقصى وأقسمت أن تمزق جنود الاحتلال الإسرائيليين إربا انتقاما لما تعرضت له امرأتان حبليان عند حاجز إسرائيلي قرب نابلس في الضفة الغربية.
وهكذا نالت دارين الشهادة التي تمنتها عندما لفت حول جسمها الطاهر المتفجرات. وقالت والدة دارين إن ابنتها "عندما استشهد شاب في قرية زواتا قرب نابلس زارت دارين عائلة الشاب وغمرت منديلها بدم الشاب وأقسمت على الانتقام.
وأوضحت الشهيدة دارين أن المرأة الفلسطينية كانت وما زالت تحتل الصدارة في الجهاد والمقاومة، داعية كل النساء الفلسطينيات إلى مواصلة درب الشهداء، وقالت: "وليعلم الجبان شارون أن كل امرأة فلسطينية ستنجب جيشا من الاستشهاديين، ولن يقتصر دورها على البكاء على الابن والأخ والزوج بل ستتحول إلى استشهادية".
هنادي جرادات.. الاستشهادية تخرجت من كلية الحقوق وختمت القرآن ليلة استشهادها، فأرعبت الصهاينة في كل العالم، وأثبتت للعالم كله أنه لا أمن لليهود مادام هناك مقدسات مغتصبة. هنادي جرادات محامية دافعت عن حقوق شعبها بطريقتها الخاصة، فلحقت بالرفيق الأعلى بجوار الشهداء وحلّقت مع السرب المهاجر إلى الجنة. بدلاً من الهجرة من مكان الى مكان ليستقر أخيراً في مخيمات اللاجئين ورسمت باستشهادها طريق الكرامة وسبيل التحرير.
زينب أبو سالم واصلت المسيرة وسيتبعها إستشهاديون آخرون رغم سياسة هدم المنازل والعقاب الجماعي ولن يثني ذلك، أي استشهادي عن القيام بتنفيذ معتقداته وواجباته الدينية، وتتوالى هذه العمليات في زمن لا عرب ولا مسلمون يحمون الإسلام من الأعداء. إن جميع الإستشهاديات ماخرجن إلا بعد سكوت المسلمين من الرجال على جرح فلسطين والمقدسات الإسلامية، وأثبتت المرأة المسلمة أن الحال لم يقتصر على الرجال حتى يكونوا وحدهم في بلاد المســلمين الذين ينالون الشهادة في سبيل الله، ويقدمون التضحيات الجسام، والتي أغلاها التضحية بالنفس، بل أصبحت هناك مشاركة فاعلة على طريق الجهاد من قبل النساء في فلسطين، وبعضهن جدن بأنفسهن في سبيل الله. لتنضم إلى قوافل الشهداء، بفعل آلة الحرب الصهيونية، المدعومة أمريكياً، حتى أصبح العديد منهم يتامى بقرار صهيوني، مما يجعل الحر منا يتمزق من الألم كلما رحلت شهيدة مسربلة بدمائها. وستظل المقاومة والعمليات الاستشهادية أسلوب فعال للرد على المجازر الصهيونية اليومية بحق الشعب الفلسطيني , فمن يعيش ممارسة قوات الإحتلال لهذه الأعمال الوحشية ستتغير لديه حتماً الخارطة الذهنية وستغيب عنه الفرحة وستسيل من عينيه الدمعة ويعاني من الألم والحسرة فيزداد حباً للمقاومة والدفاع عن النفس وإن من يشاهد الأجسام المتفحمة والدماء وقد إختلطت بالأشلاء ويعيش الخوف والرعب كل يوم فسيفكر بالإنتقام لأرواح الأبرياء والجهاد لأنه يتخيل أن الخطر داهم وأن العدو غاشم ، وان الطريق صعب و حاسم ، ولكن سيتمنى الشهادة وستكون هي الهدف الأسمى ويبدأ مرحلة الإستعداد للتضحية بروحه ودمه وفي سبيل الله ثم في سبيل الوطن .  
ان هذه الدماء لن تضيع هدرا فان هدفنا هو إحدى الحسنيين اما النصر او الشهادة، وان الانتفاضة بإذن الله ستبقى مستمرة برغم من كل ما يخطط أعداؤنا حتى يتحقق الهدف الذي قامت من أجله، ونقول لهم باننا لن نعود الى المربع الأول، ولن يستطيعوا قتل روح الجهاد وروح المقاومة. فعندما يسمع الانسان سيرة الإستشهاديات يدرك تماماً أنه يقف أمام العديد من أحفاد الصحابيات المجاهدات الذين يربين أبناءهن على حب الله والجهاد لإعلاء كلمة الله ثم الوطن إنهن يزرعن في نفوسهم مفاهيم العزة والكرامة.. فأنبت جهدها ثمرة طيبة.. وآتى زرعها أُكُله أحياناً كثيرة. وبعد كل غارة من طائرات الأباتشي تظهر المسيرات في شوارع فلسطين يعلوها أصوت التكبير، ويهتف المشاركون فيها مطالبين من كتائب المقاومة بالرد السريع، والانتقام لدماء الشهداء. مؤكدين بأن هذه الجرائم لن تمر بدون عقاب.  
هذه هي صفات المرأة المسلمة التي ما فتِئت تنجب الأبطال والمجاهدين وتقدّم مواكب الشهداء الواحد تلو الآخر، ولا تبخل بنفسها وتدافع عن كرامة الوطن وقداسة القضية. هذه الأم رمزاً وعنواناً لكلّ الذين يبحثون عن العطاء الصادق والإخلاص النقيّ، ولماذا لا نتذكر الاستشهاديات أمثال ريم الرياشي وهنادي جرادات وآيات الأخرس ووفاء إدريس وعندليب قطاقطة، ودارين أبو عيشة، أم أن إعلامنا غائب وينقل عن إعلام الديموقراطية الذي يساوي بين الجلاد والضحية.
إن هناك أيادي في السماء لاتزال تنسج للإستشهاديين أثواباً من سندس وإستبرق وهناك قناديل تحت عرش الرحمن تستعد لأرواح الشهداء " ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أموات بل أحياء عند ربهم يرزقون " فهم سينتقلون من العالم المحدود الى عالم الخلود , لماذا لاندرس وصايا الإستشهاديات لقد تركت دلال مغربي وصية تطلب فيها من رفاقها وأبناء الشعب الفلسطيني المقاومة حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني كما أوصت الاستشهادية دارين أبو عيشة " داعية كل النساء الفلسطينيات إلى مواصلة درب الشهداء" وكانت وصية الإستشهادية آيات  الأخرس " ايها العرب كفاكم تخاذلا"  

مصطفى بن محمد غريب
المملكة العربية السعودية – الرياض

وزراء يراجعون توصياتهم


وزراء يراجعون توصياتهم

تحت عنوان محرقة الوزراء ذكرنا في مقال سابق أن من يتولى منصب وزير العمل سيكون عمره قصير في هذه الوزارة وألقينا الضوء على أهداف الوزراء السياسية وأهم أسباب عدم قدرتهم على تحقيق أهدافهم وهنا نريد أن نستكمل ما بدأناه بربط بعض العناصر التي من شأنها أن تسلط مزيد من الضوء على جذور مشكلة البطالة ونتائجها السلبية على رجال الأعمال وعلى المهاجرين من العمالة الوافدة وعلى دول المنطقة بشكل عام ودور المنظمات الدولية في تسوية الإشكاليات والتجاوزات.  

ومحاولات هذه المنظمات لإصدار قوانين ومبادئ وماتزال تنادي بإعادة النظر في قوانين العمل بما يحقق العدل والمساواة للجميع وهذا ما يتعارض مع التوجه القومي لمعظم الدول الذي يرفضه الإسلام، ومن البديهي أن تفكر الدول في توظيف أبناءها حتى ولو على حساب العمالة الوافدة وهنا خطر ببالنا سؤال هل وزارات العمل أصبحت شركات توظيف؟

أنه من الضروري أن نفهم ونفرق بين شركات التوظيف وبين وزارات العمل , فمهما اجتهدت هذه الوزارة في دولة ما أو تلك في دولة أخرى في عملها وتوجهاتها فإنها لن تستطيع أن تسد الهوة بين الطلب على العمالة الوافدة من قوائم العاطلين عن العمل من المواطنين الأمر الذي يجعلنا نتطرق الى مشكلة البطالة والتي تسعى دول مجلس التعاون الخليجي كما هي الدول الأخرى للتخلص منها وتتجنب آثارها السلبية , وتشير الإحصائيات الى أن نسبة البطالة في السعودية وصلت الى 15%, أما النسبة في دولة عُمان فقد وصلت الى 17.20% , وأخيراً دولة قطر التي بلغت النسبة فيها الى 11.60% .

منظمة العمل العربية تقول على لسان أحد مسؤوليها أنه لم تعد أي دولة عربية محصنة من البطالة , وأن هناك جهود نشطة من قبل الحكومات لإعادة توظيف المواطنين وأنها وضعت إجراءات لتحفيز تشغيلهم , وفي المحصلة النهائية لم نلمس على أرض الواقع تنمية حقيقية تساهم في الحد من تفشي هذه الظاهرة التي بدأت تقض مضاجع أصحاب القرار في هذه الدول وظهرت فئة من المواطنين تتخذ الإرهاب لها سبيلا وتنهش لحوم أنظمة هذه الدول وتتمرد عليها وبدأت حاضنات تفريخ الإرهاب تزيد من إنتاجها للإرهابيين العاطلين عن العمل والذين بدأوا رحلة عمرهم لينهوها من خلال تأكيد ذاتهم بالانتحار في عمليات خاسرة ومخسرة .

وعودة الى الإحصائيات نجد أن هناك 14 مليون عامل وافد في دول مجلس التعاون الخليجي وفي نفس الوقت نجد أن المواطنين من أبناء دول المجلس والتي تتضارب الإحصائيات حول عدد العاطلين منهم ورغم أن هذه الدول من الدول البترولية الغنية والتي تتمتع بأكبر احتياطيات في العالم من البترول والغاز الطبيعي أي أنها تتحكم في مصادر الطاقة العالمية إلا أنه لا يوجد في كثير منها أنظمة تأمين ضد البطالة التي بدأت تعصف بأبنائها ليتم تجيير معظم العمليات الإرهابية التي تحصل في العالم باسم أبناءها ومن ثم تعتبر ذريعة للدول التي تبحث عن ذرائع لتنقض على فريستها تماماً كشريعة الغاب التي تتميز بأن القوي فيها يأكل الضعيف .  

دعونا الآن نخوض في أسباب عدم قبول المواطنين للعمل في القطاع الخاص الذي ينبغي أن يكون هو المحرك الأساسي للاقتصاد في هذه الدول كما هو شأن باقي دول العالم ولعلنا نذكر أهمها ما يلي : ضعف مستوى الأجور والحوافز المادية والمعنوية ، وانخفاض فرص الترقية والتقدم الوظيفي , وارتفاع ساعات العمل اليومية والأسبوعية ,  قصر الإجازات مقارنة بالقطاع العام , مبالغة القطاع الخاص في شروط التوظيف المتعلقة بسنوات الخبرة ومستوى اللغة الإنكليزية والحاسب الآلي , انخفاض مستوى الأمن الوظيفي في القطاع الخاص مقارنة بالقطاع العام , اختلاف النظام التقاعدي في القطاع الخاص عنه في القطاع العام وإن كان هناك أسباب أخرى لا يتسع المجال لذكرها .

وفي جميع الأسباب المذكورة أعلاه نجد أن المقارنة بين القطاع العام والخاص وهذ يعني أن هناك فجوة تفصل بين مميزات القطاعين وهذه الهوة بحاجة الى تقليل لتتساوى الامتيازات أو تكون قريبة من ذلك ولهذا لجأت كثير من الحكومات الى الخصخصة لتعالج هذه المشكلة وغيرها ومن المعروف أن القطاع الخاص أسرع تأثراً بالأوضاع الاقتصادية العالمية ومن هنا قد تتسع الفجوة أو تضيق حسب مرونة كل قطاع وتأثره بالاقتصاد العالمي وعليه ينبغي عند إصدار القرارات المحلية في دولة ما أن تضع بعين الاعتبار القرارات المثيلة بالدول الأخرى ومدى قوتها في مواجهة التوجه العام للاقتصاد العالمي .

وعودة إلى توصيات وزراء العمل بدول مجلس التعاون بشأن تحديد مدة إقامة العامل المهاجر والذي يعمل في تلك الدول بعدد من السنوات قد يكون قراراً خاطئاً إذا لم يدرس جميع ردود الأفعال المحلية والدولية وهل هناك قرارات مثيلة عالمية بهذا الشأن أم أن هذا القرار قد يجلب العداء لدول المنطقة من قبل أطراف عدة ومنها المنظمات الدولية والمنظمات التي تعني بحقوق الإنسان , ولا نريد أن نذهب بعيداً بل دعونا ندرس موقف رجال الأعمال والعاملين أنفسهم قبل دراسة رأي المنظمات الدولية والتي سنذكر ببعض مبادئها وتوصياتها بهذا الشأن فيما بعد .

إن تأثير مثل هذه التوصيات إذا ما تحولت الى قرار سيكون مباشراً على رجال الأعمال والعاملين أنفسهم ومن الطبيعي أن تثير غضب رجال الأعمال لأن أي أعمال تجارية كانت أم صناعية أم إدارية بحاجة الى خبرات عامة وخبرات خاصة وهي ما تسمى بالخبرات الذاتية وسنركز على الخبرات الذاتية لأنها هي المحرك القوي لنمو شركة معينة أو مصنع معين أو حتى متجر وطالما أن الخبرة هي نتاج سنوات من العمل والتدريب فكأنما يريد الوزراء من رجال الأعمال التخلي عن الخبرات الذاتية للعاملين لديهم وهي التي تساهم بنسبة كبيرة في إنجاح أعمالهم لذا فمن الطبيعي أن يقاوم رجال الأعمال مثل هذه التوصيات قبل أن تتحول الى قرار ملزم لأنها تمس العصب وتعتبر خط أحمر ينبغي عدم تجاوزه .

ولهذا بدأنا نسمع ونرى مشاعر الضيق والغضب من بعض القرارات التي تضيق الخناق على العمالة الوافدة ليس حباً في العمالة الوافدة وليس نقصاً في الشعور بالحس الوطني ولكن مبنية على توقعات مستقبلية لمآل تدهور أعمالهم المهددة بالركود وعدم النمو الأمر الذي يعتبره البعض الآخر بمثابة محاربة لهم في أرزاقهم أو وضع العراقيل أمام نجاحهم بل قد وصفها البعض الآخر بأنها تسبب لهم الضرر وتصيب أعمالهم بالشلل وهذا ما سيؤدي الى نتائج عكسية على توظيف العمالة الوطنية.

ولهذا ينبغي أن نستعرض الآن أسباب انخفاض توظيف العمالة الوطنية ومنها ارتفاع تكلفة العامل المواطن مقارنة بالعامل الوافد , وارتفاع إنتاجية العامل الوافد مقارنة بالعامل المواطن نتيجة لضعف التأهيل العلمي وانخفاض مستوى التدريب المهني للعامل المواطن , وارتفاع مستوى التسرب عند العمالة المواطنة , وأن العامل الوافد أكثر انضباطا وأكثر تحملاً للمسئولية كما تشير بعض الدراسات , وسنستكمل في مقال آخر توصيات المنظمات العالمية التي تتناقض مع توصيات وزراء العمل الآنفة الذكر لعلهم يراجعون توصياتهم حتى يكون هناك فائدة من اجتماعاتهم .  


مصطفى بن محمد غريب
الينوي – شيكاغو

صحيفة إيلاف الإلكترونية 01-12-2005م








وزارة الصحة والطيور المهاجرة



وزارة الصحة والطيور المهاجرة
عندما تطلق ناظريك الى الفضاء وتسمح لعنان بصرك النظر الى أسراب من الطيور المهاجرة حينها تشعر بأن هناك أسرارًا كثيرة تكمن خلف أجنحتها.. بالتأكيد تود لو أن تعرف بعض ثنايا الغموض فيها ولا شك أنك تكتفي بأن تقول في نفسك...... سبحان من أبدع هذا وسوى. وكما يحاول العلماء , إضافة الجديد كل يوم في أساليبهم لتتبع هجرة الطيور , ففي كل موسم ربيع وكذلك موسم صيف تنطلق ثلث أنواع الطيور في العالم مهاجرة في رحلات مختلفة المسافات والاتجاهات، ولكن هناك نوع آخر من الطيور تبدأ رحلتها العملية بالعودة الى الوطن عند انتهاء فصل الصيف وعودة المدارس وابتداء الانشطة المختلفة  في بلادنا الحبيبة بعدما سلكت الاتجاه المعاكس في صيفنا الحار الى البلاد الأكثر برودة لتستمتع  وتنفق مما اكتسبت يداها خلال الموسم وكأنما تجارة الادوية في بلادنا تجارة موسمية تنشط خلال العام وتركد خلال الصيف . .. سأحاول اليوم اضافة شيء جديد في عالم تجارة الادوية لعل المسؤولين ان يجدوا بعض الملاحظات لتتبع مسار هذه الطيور التي تنهش اقتصاد البلاد لعلها تجد أنظمة حديثة تمنع ما تقوم به هذه الطيور الضارة للمجتمع.
انني أقصد بهذه الطيور هم (مندوبي المبيعات) في المجال الطبي لعلي أستطيع أن أسلط الاضواء على مواضيع أكثر أهمية وأكثر حساسية تمس وزارة الصحة أكثر من غيرها فيما يتعلق بالتطبيق الميداني للرقابة على تجارة الادوية وسد بعض الثغرات فهناك أدوية كثيرة مغشوشة تباع في الاسواق تحتاج منا الى وقفة صادقة مع النفس للمحافظة على صحة المواطنين والمقيمين على حد سواء , وهناك أدوية مسروقة وتباع بثمن بخس دراهم معدودات وهناك أدوية منتهية الصلاحية وتباع للاستهلاك الادمي وهناك أدوية تصنع أو تعبأ محليا  بحاجة الى حملة لاتقل عن الحملة على الارهاب فهو ارهاب من نوع آخر وان اشترك في النتيجة وهي قتل الآمنين أو الحاق الضرر بهم  . وربما تجد  وزارة الصحة  في تحصيل رسوم المخالفات الطبية والصحية فيما  لو قامت بتحصيل غرامات بيع بعض الادوية في البقالات والتموينات عوضا عن السوبر ماركت أو الادوية غير المرخصة في الصيدليات كما ورد في نظام مزاولة المهنة وهي التي يروجها مندوبي المبيعات (الطيور المهاجرة ) وقامت بتدويرها عبر نظام خاص يصدر من وزارة المالية لكان بالامكان الاستفادة من مئات الالاف من الريالات بل الملايين دون مبالغة في الارقام ,  وان  من الغريب في الامر أن أصبح كل من  لايجد له عمل ان يبدأ رحلته من السوق فيبيع  الادوية بصفته الشخصية وبدون فاتورة بغرض عدم تحمل  أدنى مسؤولية أو الامساك بطرف الخيط المؤدي اليه , وبالتالي فهو الشخص الذي يدق  مسمار في نعش مستودعات الادوية المرخصة و مصانع الادوية التي أنفقت الملايين لتأسيسها , ومما يزيد في الطين بلة ان هذه المستودعات تدفع رواتب وعمولات لمندوبيها وأيجارات لمقارها والكثير من مندوبي المبيعات  يتاجر لحسابه الخاص وكأنما هذا القطاع قد أسبغت عليه الصفة القانونية لانعاش التجارة غير المشروعة في الادوية لصالح المندوبين وبالتالي تزداد حوالاتهم التي امتلأت بها جيوبهم الى بلدانهم وتزداد خسائر أصحاب هذه المستودعات والمصانع والنهاية المحتومة هي الاغلاق أو الافلاس بعدما  طارت الطيور المهاجرة بأرزاق غيرها  وهاجرت في مواسم الهجرة الى بلدانها , وهنا يجب التنويه الى ان النظام لايخول أي مؤسسة بيع المواد الصيدلانية لأي جهة كانت دون حصولها على ترخيص بذلك ولكن في المقابل نجد  أن كثير من المؤسسات غير المرخصة التي تبيع الادوية أكثر مئات المرات من المرخصة وكما يقول المثل من أمن العقوبة أساء الادب فهي لاتتحمل أعباء ايجارات المستودعات والعاملين فيها ورواتب الصيادلة السعوديون حسب نص النظام وأن كان معظمهم يقبض رواتب دون أن يعمل في منشأته فقط ! لان النظام يتطلب ذلك !!، هذا عوضا عن أنها تخزن الادوية دون رقابة عليها من وزارة الصحة لان المستودعات المرخصة مراقبة أما غير المرخص فهي غير خاضعة للمراقبة لأنها غير معروفة أصلا!  وغالبا ماتكون في بيوت العاملين فيها، وربما توجد عمليات تهريب منظمة للاتجار بالأدوية وخصوصا الادوية غير المرخصة أكثر مئات المرات من المرخصة وعمليات التهريب هذه تأخذ أشكالا وأنماطا مختلفة يمكن شرحها لو أتيح لي ذلك مستقبلا.  

مصطفى بن محمد غريب
الينوي – شيكاغو  
27/09/2003م

هل يصلح وزير خارجية ما أفسده وزير داخلية


هل يصلح وزير خارجية ما أفسده وزير داخلية


بعدما أفسد وزير الداخلية العراقي بيان باقر صولاغ علاقات بلاده مع دول الجوار أبدى هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي أسفه على ما فعل صولاغ من الهجوم الحاد الذي شنه على دول الجوار ولهذا قال زيباري "إن هذه التصريحات مؤسفة جداً، وغير موفقة إطلاقاً، أن تصدر من زميل لنا في الحكومة، خاصة أن وزير الخارجية ووزارة الخارجية هي المعنية في تحديد العلاقة مع دول العالم الخارجي وكيفية التعامل معها". 

وكان العراق تقدم بورقة عمل لوزراء خارجية دول السعودية، مصر، سورية، الأردن، الكويت، البحرين، والجزائر بصفتها رئيسا للجنة، جاء أبرز ما فيها مطالبة الدول العربية بإرسال بعثات دبلوماسية دائمة، وإدانة العنف الجاري على الساحة العراقية، وتأمين حدود الدول المجاورة للعراق.

تزامنت تصريحات صولاغ غير المبررة مع محاولات وزراء الخارجية العرب لحث الجامعة العربية لإصدار قرار لضرورة زيارة أمينها العام للعراق والالتقاء بالقيادات السياسية والحكومة في ظل المشاكل والتحديات التي تواجهه، وذلك لتحقيق وفاق وطني.

الجميع يعرف أن صولاغ بتصريحاته غير المسؤولة لا يمثل إلا نفسه، والجميع يعرف أن تصريحاته هي رد على انتقادات وزير الخارجية السعودي لتدخلات إيران المكشوفة في العراق، والجميع يعرف أن الوزير لا يمثل الحكومة العراقية، لكن المؤسف أن يتحدث الوزير العراقي بهذه اللهجة التي ينبغي أن تكون قد اندثرت بزوال نظام صدام حسين ولكن يبدوا أن الطبع غلب التطبع.

ونود هنا أن نسأل لماذا لا يتحلل صولاغ من عقدته؟ ويحاول أن يمتلك الشجاعة ويعتذر الى البدو فركوب الجمل ليست عيباً ولا نقيصة، ثم يعتذر لحمورابي الذي أساء إليه والى شريعته لأنه على ما يبدوا أنه لم يدرس هذه الشريعة أو لم يفهمها.

ونكرر الأسئلة ولماذا لم يقم صولاغ بتبرير الاتهامات التي نسبت إليه؟ عبر العديد من الصحف ومواقع الشبكة العنكبوتية من إطلاقه كافة المعتقلين الإيرانيين داخل السجون العراقية دون محاكمة على اختلاف أنواع جرائمهم.

إن حالة الفوضى التي يعيشها الشعب العراقي تدل بكل تأكيد على عدم قدرة وزير الداخلية ووزارته والمنسوبين لها في تحقيق الأمن والاستقرار وبالتالي يمكن لنا القول بأنه في ظل الفوضى الراهنة، وغياب الدستور المرفوض من قبل نسبة كبيرة من الشعب في ظل معادلة التوافق وغياب الرأي العام يصبح ارتكاب جرائم الفساد الاداري والسرقات والخيانة العظمى عمل يمارس بكل استهتار بالقيم والتشريعات ، وظهر ذلك جلياً من إتهام وزير سابق في ظل حكومة تحت الاحتلال ولهذا لن نستبعد أن يكون بعض القادمون الجدد أناس متعطشون للسلطة والمال .
 وعودة الى صولاغ وتصريحاته غير المسؤولة واقتراحاته غير الموفقة هناك اقتراح تقدم به لتغيير مفهوم العلاقات الدبلوماسية المتبع عالمياً بين الدول منها اقتراح " لتحويل عمليات الدخول - منح التأشيرات - الى وزارة الداخلية لا الى وزارة الخارجية كما هو معمول الان في جميع دول العالم ".

وكأنه بهذا الاقتراح يلغي دور مهم من أدوار وزارة الخارجية وكأنه يريد أن يستولي على قرارات الخارجية أيضاً أو يريد أن يقوم بعمل الوزارتين في آن واحد ولا أفهم كيف يفكر وزير الداخلية الحالي، وهو من المؤكد أنه يعرف قبل غيره أن من مصلحة العراق الجديد أن يكون مستقراً لا يعادي أي دولة لأن معاداة واعتداءات نظام صدام حسين على الكويت هي سبب رئيسي في احتلال العراق.

ومن الأخطاء التي مازال صولاغ يبتكرها هي دعوته لوزراء الداخلية العرب لزيارة بغداد لعقد قمة أو لتنظيم مؤتمر أمني في بغداد يحضره وزراء الداخلية في الدول المجاورة وعدد من الدول العربية والاجنبية، وهو يعلم قبل غيره أن الأمن في العراق بشكل عام مفقود فكيف سيحافظ على أمن هؤلاء الوزراء وهذه الوفود، إنها نوع من المكابرة أو المغامرة التي لا يستطيع أن يوافق عليها أحد.

ونستمر في مسلسل القرارات غير الموفقة وهي المحاولات الجادة لتغييب الكلمة الصادقة والإعلام النزيه الذي يصور الأحداث في العراق والمآسي التي تتعرض لها بعض طوائف المجتمع في كل مكان منه تحت غطاء محاربة 'الإرهاب'، فقد أصدر قراراً وزاريًّا لعناصر الشرطة العراقية باعتقال من أسماهم الصحفيين المحرضين على 'الإرهاب', والذين يعملون في وكالات إعلامية أو صحف مناهضة للعراق.

ومن الأساليب المكشوفة التي قام بها الوزير هو ما أسماه عمليات التطهير والتغييرات في وزارة الداخلية وقال انه سيباشر وفريقه الخاص " في تحقيقات واسعة في عمليات فساد إداري ومالي وتجسس لمصلحة الإرهابيين. " متهماً بعض المسؤولين بنقل معلومات خطيرة الى الإرهابيين" ولهذا يقول الوزير " سنباشر فوراً بإقالة هؤلاء لأن ذلك يسهم في إحلال الأمن بسرعة. "

وحري بمن لديه مشاكل داخلية ألا يقوم بمحاولة افتعال مشاكل خارجية فإصلاح البيت من الداخل أفضل من التصريحات لاستعداء دول الجوار ولهذا يجوز لنا القول إن من جاء مع قوات الاحتلال أو ساهم في تواجدها أو تحفيزها لغزو العراق هم من أحفاد ابن العلقمي ولكن من هو ابن العلقمي؟
إن العوامل والأسباب التي أدت لسقوط بغداد في أيدي قوات التحالف استفزت الذاكرة لتستدعي من خلاياها معلومات وأحداث حفرت في ذاكرة بغداد ومنها حدث سقوط بغداد سنة 656 هـ 1258 م، في قبضة البرابرة التتار الذين أبادوا أهلها ودمروا حضارتها وأحرقوا مكتباتها وكان ذلك الاجتياح بعد أن تسلط على حكومة بغداد في حينها عميل يسمى (ابن العلقمي) كان وزيراً للخليفة (المستعصم) فسرح الجيش وظلم الناس وعزل الخليفة عن الرعية.

كاتب ابن العلقمي التتار وتعاون معهم ليستولوا على بغداد وزين لهم غزوها فلما قدموا وحاصروها خرج للتفاوض معهم واتفق معهم على مؤامرة تسليم بغداد واستباحتها وأخرج لهم الخليفة والعلماء بخدعة منه لهم فقبضوا عليهم وقتلوهم وفتح لهم أبواب بغداد وأسوارها ففعلوا فيها الأعاجيب وما أشبه الليلة بالباحة فما حصل بعد الاحتلال من تدمير ونهب وإشاعة للفوضى والقتل وسرقة المتاحف لهو غزو منظم مبني على إستراتيجية بعيدة المدى للعراق ولعموم المنطقة وما كان لهذا أن يحدث لولا صنيعة أحفاد ابن العلقمي الجدد.

ان التاريخ سوف لن يغفر لأولئك الذين استثمروا مأساة العراق ووظفوها لخدمة أهداف قصيرة المدى ذات رؤية قاصرة ومحدودة، ولهذا برزت دعوات لوضع استراتيجية ذات ابعاد متعددة ومستويات مختلفة للتحرك العربي لمساعدة العراق للخروج من هذا المأزق.

ولكن تصور الوزير صولاغ لدور الجامعة العربية وعلاقتها المستقبلية تجاه العراق‏,‏ هو مازال في مرحلة العتب الشديد على الجامعة العربية لأنها حسب قوله كانت تتعامل مع النظام السابق ولم يسمح على حد تعبيره للشعب العراقي ولممثليه ـ ولو مرة واحدة ـ حتى في اللجان التابعة للجامعة العربية مثل‏:‏ لجان حقوق الانسان وغيرها أو التعامل مع القوي الوطنية والإسلامية في المعارضة العراقية‏,‏ كما حصل في التعاون والتفاهم مع قوي المعارضة العربية الأخرى.

‏ومازال الوزير صولاغ يردد بأن الشعب العراقي ترك بيد الجزار والديكتاتور وعاني ما عاني‏,‏ واستخدم النظام الأسلحة الكيمياوية ضد شعبه‏,‏ ولم نسمع صوتا من الجامعة العربية‏,‏ ولو يؤبن هؤلاء الشهداء الـ‏5‏ آلاف الذين قتلوا من المسلمين الأكراد‏,‏ ولم يؤبن الشعب العراقي عندما قتل‏400‏ ألف في انتفاضة مارس‏1991م ,‏ بالتعاون بين النظام وبين الولايات المتحدة الأمريكية الذي سمحت له باستخدام كل أسلحة الدمار الشامل ضد شعبه‏,‏ لذلك لدينا عتب شديد علي الجامعة العربية‏ كما يصرح.
‏ومن تصريحاته أيضاً وتصوره لطبيعة العلاقات العراقية في الفترة المقبلة‏,‏ خصوصا مع دول الجوار‏:‏ إيران وسوريا والكويت وتركيا والسعودية‏,‏ أوضح أنه عندما تركنا العراق كنا نحو‏4‏ ملايين مهاجر‏,‏ لم نجد دولة من دول العالم تستقبل اللاجئين العراقيين سوي سوريا‏,‏ وايران منذ‏1980م‏ إلي‏1990م,‏ حيث كان العالم كله مع صدام حسين ماعدا هاتين الدوليتين‏ ونسي الوزير أن هناك كانت مخيمات لللاجئين العراقيين في شمال السعودية والتي كانت تحت إشراف الأمم المتحدة ولا ينكر هذا إلا جاحد ومن يوجه التهديدات اليوم لسوريا هو حاقد .

وتكلم الوزير عن دور مصر ولم يتكلم عن دور الدول الأخرى التي قدمت النصائح المتكررة والمبادرات بل ويقول في أحد تصريحاته بالحرف الواحد " لقد الرئيس المصري الكثير في الوقت الذي يندر فيه أن يقدم رئيس عربي أو أوروبي ذلك بشكل علني‏,‏ عندما نصح رأس النظام بضرورة تنحيه أو ضرورة محاولة حل هذه المشكلة‏,‏ وهذا كان محل إعجاب المعارضة العراقية والشعب العراقي" وفي ذلك تجني على محاولات ومبادرات زعماء الدول الأخرى.
‏وعليه نستطيع أن نستنتج أن من ينكر مجهودات ومبادرات الآخرين لا يتصف بالعدل والإنصاف بل وفيه تجني على أصحاب تلك المجهودات وبالتالي هل يصلح وزير الخارجية ما أفسده وزير الداخلية؟ 

مصطفى بن محمد غريب
الينوي – شيكاغو  


موقع العربية نت الإلكتروني الاحد 16 أكتوبر 2005م، 13 رمضان 1426 هـ