Thursday, August 8, 2019

يا لاجئي العالم اتحدوا


يا لاجئي العالم اتحدوا

مازالت مشكلة اللاجئين تتداعي في كل انحاء العالم وتكاد لاتخلوا قارة منهم ولكن مايتعرض له  اللاجئين الفلسطينيين من معاملة قاسية في بعض الدول العربية هو الدافع لكتابة هذا المقال , رغم توصيات الجامعة العربية , فلننظر كم من المهن محظور على ابناء المخيمات الفلسطينية العمل بها وكيف أنهم معزولون في مخيمات يشاهدهم القاصي والداني عبر الفضائيات كما لو كانوا في سجن كبير مفتوح من الداخل ومعزول عن الخارج  أو كمن يعيش تحت  الاقامة الجبرية وتحت حراسة مشددة لايخرج من المخيم الا بتصريح ولايدخل الا بتصريح وكأننا في ثكنة شبه عسكرية . أو محمية محاطة بأسلاك شائكة حفاظا على من بداخلها من الانقراض لان هذه الهوية يجب ان لاتنقرض وشديدة الشبه بمعسكرات جوانتانامو في كوبا. ومما يزيد الطين بلة، والامور تعقيدا ما صدر عن الجامعة العربية القرار رقم 1547 لعام 1959، الذي طالب بالحفاظ على الهوية الفلسطينية. وجاء القرار بناء على طلب من منظمة التحرير الفلسطينية، بعدم منح الجنسية للفلسطينيين، خوفاً من ان تذوب هويتهم. ونسيت منظمة التحرير أن أهم المسؤولين فيها يحمل الجنسيات المختلفة هم وعائلاتهم ونسوا أيضا أذا كان الهدف هو الحفاظ على الهوية فلماذا لم يطالبوا في نفس القرار السابق ذكره بأن تعطى كل التسهيلات  لهذه الفئة كمواطنين في الدولة المضيفة  مع بقاء الهوية كرمز بمعنى ان يستفيد صاحب الهوية هذا بكل مميزات المواطن في الدولة التي يعيش فيها ويحتفظ بهويته اما أن يترك بدون تعليم وبدون مأوى يملكه وبدون خدمات صحية وهو الاحوج من غيره حيث لاميراث من الاباء والاجداد وأنما مخيمات ترفض الحيوانات الاليفة العيش فيها , فكيف بشعب هذا حاله نريد منه ان يطور ذاته من العدم .ويأمل بحق العودة كأمل  ابليس في الجنة لذا نود من  الجامعة العربية تحديث نفسها ومسارها وقراراتها بما يتناسب والظروف الحالية ويجب تفعيل قراراتها وان لاتبقى حبرا على ورق أمثال قرارات الدفاع العربي المشترك والوحدة الاقتصادية العربية وقرارات تخص الجانب الفلسطيني التي ظاهرها فيه الرحمة وباطنها من قبله العذاب وهي مايتعلق بالمحافظة على الهوية الفلسطينية وبعد كل ما تقدم نود أن نقارن ونضرب على ذلك مثلا مافعلت اسرائيل ب 500 عائلة لبنانية هربت الى اسرائيل بعد الانسحاب من جنوب لبنان وما زالت تعيش فيها، فقد استطاعت هذه العائلات الحصول على بعض المخصصات . فهم لايعيشون في مخيمات داخل اسرائيل وانما في المدن المختلفة وبعد ثلاث سنوات من وجودهم في اسرائيل أنشأوا جمعية خاصة بهم أطلقوا عليها اسم "من اجل الجالية اللبنانية في اسرائيل". وهدفها الاساسي تحسين أوضاع هذه الفئة داخل اسرائيل لانها آثرت البقاء في اسرائيل لان الحكومة الاسرائيلية تعهدت لهم بمساعدات ووقف الى جانب قضيتهم نواب في الكنيست من حزبي الليكود والعمل معا وخصصت الحكومة الاسرائيلية موازنة خاصة لهم شملت نسبة عالية من ايجار البيوت ومخصصات تأمين للاولاد ورسوم بطالة، رغم الظروف القاسية التي تعيشها اسرائيل جراء انتفاضة  الاقصى فقد استطاعت هذه الجمعية من القيام بحملات شعبية وتظاهرات ضد سياسة الحكومة الاسرائيلية الى ان تجاوبت مع مطالبهم  وقررت تقديم الدعم لايجار البيوت ، فدولة اسرائيل التزمت  بتبني جميع العائلات اللبنانية التي وصلت اليها والتعامل معها تماما كما تتعامل مع جنود في الجيش الاسرائيلي. وتطالب الجمعية ليس فقط بدعم في ايجار البيوت بل بشراء بيوت لجميع العائلات المتبقية ودفع تعويضات وتأمين دخل شهري لهم، وتطالب أيضا بحقها في الاقامة الدائمة، لأنهم اندمجوا في المجتمع الاسرائيلي واولادهم يتعلمون في مدارس يهودية. والحكومة الاسرائيلية تتعامل بثقة متناهية معهم وهم يعملون لدى مختلف الادارات الحكومية كحراسة الحافلات الاسرائيلية ومن يعمل في هذا المجال فالثقة به كبيرة لماذا؟  لأنه يتحمل مسؤولية حياة آلاف الناس يوميا". وكما نثمن للامين  العام للجامعة العربية السيد عمر موسى المجهودات الجليلة التي قام بها منذ توليه الرئاسة ولكن نريد المزيد الجهد والعمل وأن يعيد النظر  في جميع القرارات التي اتخذت في اطار الجامعة العربية ويقوم بالعمل على تحديثها بما يتناسب ولغة العصر فمن المعلوم ان الشيء الوحيد الذي لايتغير هو القرآن الكريم وما عدا  ذلك فهو قابل للنقاش والتعديل والتحديث  ولهذا ندعوا الجامعة العربية ان تتطور وتلغي الكثير من قراراتها التي لاتناسب الظروف الحالية السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية ,  فهل سيأتي اليوم الذي نقول يالاجئي العالم اتحدوا ؟ وهل سيتحقق هذا الحلم؟  
مصطفى بن محمد غريب
المملكة العربية السعودية – الرياض
06/10/2003م



No comments:

Post a Comment