Thursday, August 8, 2019

هذا القائد من أبناء قبيلة العمّــــاريّة


هذا القائد من أبناء قبيلة العمّــــاريّة

الكل يعلم أنّ الرئيس ياسر عرفات هو مركز القيادة والسلطة هذا القائد من أبناء قبيلة العمّــــاريّة، التي انتسب إليها "أبو عمّـــــار" عندما ترك للتاريخ اسمه الحقيقي.. محمد عبد الرحمن عبد الرؤوف القدوة ، ولم تتمكن أمريكا بكل قوتها وجبروتها من نزع هذه الشرعية عنه ولم تتمكن ربيبتها إسرائيل من فعل الشيء نفسة فهو الرقم الصعب في المعادلة السياسية الدولية حول الشرق الأوسط برمته , ورغم أن هذا الرئيس منتخب ديموقراطياً إلا أنه يملك السلطة والقيادة وجميع أوراق اللعبة الفلسطينية بجميع فصائلها وتوجهاتها المختلفة فهو بلا منازع صانع التاريخ الفلسطيني الحديث لن ينازعه في ذلك منازع وسيبقى هو القائد الرمز في حياته وسيكتب التاريخ ذلك بعد وفاته وما كان دائماً جائزا لعرفات لن يكون أبدا جائزا لسواه من الزعماء والقادة الفلسطينيين على الأقل في عصرنا هذا ويعود ذلك إلى  شخصيته القيادية التي أقنعت الفلسطينيين بأنه رغم الأخطاء التي حصلت أثناء فترة قيادته الطويلة  إلا أنها أخطاء أملتها ظروف السياسة الدولية التي حاك مؤامراتها ضده الكثير فهو بلا شك له خصوم سواء من داخل بيئته أو من خارجها فهو المحارب القديم وعلى عدة جبهات ويكفينا الحقد الدفين الذي يبديه من حين لآخر عدوه اللدود شارون  فعرفات الذي يتمتع بالسلطة والنفوذ والقيادة يعرف دائماً كيف يستخدم سلطته ونفوذه وإلا لمابقي حتى الآن على قمة  الهرم التنظيمي للمؤسسات الديموقراطية الفلسطينية ومهما يقال عن الفساد وسوء الإدارة في بعض هياكل  السلطة  إلا أن عرفات بما يملكه من  التجربة المبنية على المعرفة التاريخية والسياسية لأسباب الصراع العربي الإسرائيلي أكدت وتؤكد أنه إستخدم سلطاته بكل ذكاء وإقتدار سواء في زمن الحرب أو زمن البحث عن السلام وماكان ينقص عرفات فعلاً هو إلتفاف الشعب الفلسطيني حوله بكل فصائله وأشكاله السياسية ولكن بكل أسف شعبنا هو كالصقور تجدهم فرادى وكأنهم كلهم قادة  وهذا هو سر الضعف والقوة معاً  ولو توحدوا وإجتمعوا لما ضرهم من خذلهم وهذا هو الوتر التي تلعب عليه إسرائيل منذ زمن طويل ويكفينا فخراً  من هذا الزعيم أنه أسس  منظمة التحرير الفلسطينية  والمجلس الوطني الفلسطيني وإنتزع الإعتراف الكامل بها في جميع المحافل الدولية , هذا الزعيم وهذا القائد الذي حقق الإعتراف العربي والإسلامي والدولي بمنظمته رغم التجاذبات السياسية على الساحة الدولية عبر أكثر من خمسة قرون وهذا يزيدنا قناعة بإن بقاء عرفات على رأس الهرم والقيادة سيزيد من فرص هزيمة شارون رغم إمكانياته ورغم قوة سلطانه والدولة العظمى التي تناصرة ضد هذا الشعب الأعزل لتجريد الزعيم الفلسطيني من سلطاته وصلاحياته . حتى وصل بهم النفوذ والتأثير على رفقاء دربه ولكن هذا المناضل بقي شامخاً ضد كل المؤامرات داخلية كانت أم خارجية وبهذا نخلص الى القول إن الزعماء يصنعون المجد لأنفسهم ولأمتهم وبذلك هم يصنعون التاريخ ولايصنعهم التاريخ فهم المؤثرون وما التاريخ إلا مرآة نشاهد فيها ما صنعوا وما سيكتبه التاريخ هو وصف تام لجميع الأقوال والأعمال والأحداث التي صنعوها هؤلاء الزعماء والقادة وماهي إلا بصمات يتركوها محفورة في صفحات التاريخ المشرق لهذه القضية العادلة التي سينتصر أصحابها يوما ما!

مصطفى بن محمد غريب
الينوي شيكاغو

No comments:

Post a Comment