Thursday, August 8, 2019

هل السلطة تتخلى عن أبناءها ومناضليها؟



هل السلطة تتخلى عن أبناءها ومناضليها؟

تعرض السفير السابق لدولة فلسطين الأستاذ مصطفى هاشم الشيخ ديب لوعكة صحية أدخل على إثرها مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض بأمر علاج من الأمير سلمان  يحفظه الله  هذا الأمير الذي بذل ومازال يبذل ما في وسعه لدعم القضية الفلسطينية وأبناء الشعب الفلسطيني الذين يعيشون في المملكة العربية السعودية ويرتبط الأمير سلمان بعلاقة حميمة مع السفير الفلسطيني الذي كانت لقاءاته مع المسئولين السعوديين جادة لدعم العلاقات الفلسطينية السعودية ولاسيما أن الأمير سلمان هو المشرف على اللجان الشعبية لرعاية أسر ومجاهدي فلسطين والتي تشكلت بعد حرب عام 1967م تحت شعار ادفع ريالا تنقذ عربياً لمقاومة الشعار الصهيوني "ادفع دولاراً تقتل عربياً" واستمر الدعم المادي وغير المادي لقضية فلسطين حتى اليوم بل ابتدأ قبل إنشاء اللجان الشعبية بزمن طويل في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه .
أما ما يتعلق بالعملية الجراحية السابق ذكرها فلنا عليها عدة تساؤلات منها: طبيعة هذه العملية وكيف تمت على عجل؟ وكيفية خروج السفير بعد العملية الجراحية في نفس اليوم بحجة عدم وجود غرف كافية في المستشفى؟ ومن المعروف أن أي عملية جراحية تستدعي المراقبة الدائمة ولاسيما خلال أل 24 ساعة التالية للعملية حتى لا تحدث مضاعفات للمريض وهنا نتساءل لماذا الخروج السريع؟ وما هي المضاعفات في مثل تلك الحالات وبعد الرجوع إلى طبيعة المرض الذي أصيب به السفير السابق لدولة فلسطين حصلنا على المعلومات التي تفيد بأن المضاعفات والتي تسمى الفتق غير المرتد أي لا تدخل الأحشاء إلى مكانها الصحيح في الجسم وتبقى داخل كيسها أو الفتق المنسد أي الأمعاء تكون في حالة انسداد وتستدعي جراحة عاجلة أو الفتق المختنق وهو علامة على خطورة الوضع الصحي للمريض التي تؤدي في بعض الأحيان إلى الموت لا قدر الله وقد تصل إلى حالة الغر غريني ومعناها موت الأحشاء داخل محتويات الفتق وتسبب وفاة سريعة إذا لم يتم علاجها بعمليات كبيرة قد تكون متعددة ومعقدة .
فهل فعلاً لا يوجد بالمستشفى التخصصي غرف كافية؟ أم أن هناك أسباب أخرى؟ وما هو رأي الطب في مثل تلك الحالات؟ ومن المتسبب في هذا التقصير؟ ومن المسئول في حالة تردي حالته الصحية لا سمح الله؟
ثم ننتقل إلى تساؤلات في إطار آخر وهي كما يلي:
ما هو التكريم الذي تقدمه السلطة لأبنائها العاملين في أجهزتها؟ ولماذا ليس له تأمين طبي؟
وهل سنوات الخدمة في السفارة وفي دعم القضية شفعت له أن يعالج على حساب السلطة؟ وهنا نتساءل، كيف تعالج السفارة موظفيها؟ وهل لهم تأمين طبي؟
وكيف يتم علاج أبناء الجالية في السعودية؟ وما هو دور السفارة؟ وما هو دور الجالية؟  
بدأ العمل الفلسطيني وشهد تحركاً في السعودية بعد حرب 1967م وبالتحديد بعد معركة الكرامة مباشرة عام 1968م ,  حيث أصبح هناك إقبال على فكرة وحركة المقاومة الفلسطينية ، وقد واكب ذلك بداية تبلور دعم إعلامي ونشاطات في الساحات السياسية ، وفي لقاء بين مسئولين سعوديين وعلى أعلى المستويات ابتداء من الملك وولي عهده والأمير سلمان والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات (أبو عمار) بعد المعركة مباشرة، تم الاتفاق على أن الوقت قد حان لكي تنشط حركة فتح وتطرح نفسها على كافة الأصعدة وأن الجو السياسي في ذلك الوقت كان مهيئاً لمثل ذلك التحرك. على أن يكون هناك تحرك من السعودية والانطلاق من دول الجوار، مع استعداد كامل من السعودية والدول العربية الأخرى لتغطية كافة التكاليف وما يحتاجه العمل الفلسطيني على جميع الساحات لما للمملكة من علاقات واسعة عربية وإسلامية ودولية ومكانتها البارزة ودعمها للتضامن الإسلامي واستخدامها للنفط كسلاح في المعركة في حرب يونيو حزيران عام 1967م، بقيادة الملك فيصل طيب الله ثراه.
أما الأمير سلمان فكان له الدور البارز في تأسيس اللجان الشعبية وإطلاق شعار "ريال فلسطين" الذي بدا بدعم أطفال المدارس السعودية حيث كانوا يقتطعون ريال فلسطين من مصروفهم اليومي لدعم القضية الفلسطينية وتبعها إجراءات عديدة منها دعم المؤسسات الحكومية والخاصة باقتطاع نسبة من رواتبهم الشهرية دعماً لفلسطين.
وكانت مكاتب فتح تستفيد من كل المناسبات الوطنية لدعم القضية الفلسطينية وفي الفترة الأولى قام الرئيس ياسر عرفات طيب الله ثراه، بزيارات كثيرة لتلقي الدعم من السعودية والدول العربية والإسلامية والصديقة وكانت له نشاطات وعلاقات هائلة في كل الأوساط وبالفعل أمضى باقي حياته لدعم القضية الفلسطينية بمباركة ومؤازرة من بعض الزعماء في كل دول العالم.
في تلك الأيام زخرت السعودية بوجود ملموس لكافة الشخصيات الفلسطينية والسعودية التي دعمت ومازالت تدعم القضية الفلسطينية حتى يومنا الحاضر، أما بالنسبة للوجود السياسي الفلسطيني، فقد اقتصر يومئذ على حركة فتح ولم يكن ثمة تواجد حقيقي لأي جهات أخرى.
وقد ارتبط العمل التنظيمي مع نشاط الفلسطينيين في الدول العربية والإسلامية والغربية وكان العمل في السعودية من أهمها وإن كنا لا ننسى دور باقي دول العالم التي دعمت الثورة الفلسطينية منذ البداية ولكن السعودية كانت ومازالت سباقة بسبب وجود نواة لجالية فلسطينية حقيقية في السعودية وكانت نشاطات مكاتب فتح ظاهرة للعيان ومدعومة من الأمير سلمان شخصياً.
يعتبر سفير دولة فلسطين السابق مصطفى هاشم الشيخ ديب مستشار الرئيس محمود عباس (أبو مازن) في السعودية ولكن ماهي طبيعة الخدمات التي يقدمها لرئيس السلطة؟ ومتى تم تعيينه في هذا المنصب؟ وماهي الأوسمة التي حصل عليها؟  
حصل السفير الفلسطيني السابق على وسام الملك عبد العزيز حيث قام الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي بتقليد هذا الوسام من الدرجة الأولى لسفير فلسطين لدى المملكة بمناسبة انتهاء فترة عمله كسفير يوم الأحد 23 من ذي القعدة 1426هـ - 25 ديسمبر 2005م تقديراً لجهوده المتميزة في تعزيز العلاقات بين فلسطين والمملكة العربية السعودية.
ولكن هل حصل هذا السفير على أوسمة فلسطينية؟ وأين دعم هذا المناضل من رئيس السلطة أو من يمثلها في السعودية؟ وهل الخدمات التي قدمها لا تستحق وسام؟ فحسب ما نما إلى علمنا انه وعد بوسام من رئيس السلطة ولكن حتى يومنا هذا لم نعلم إنه قد حصل على أي منها مثل وسام نجمة الشرف أو نجمة فلسطين أو نجمة القدس.
وعود على ذي بدء نقول أين دور السلطة في علاج أمثال هؤلاء السفراء أو المناضلين أو حتى أبناء الشعب العاديين؟
ويمكن القول إن السفير السابق لم يستفد من نظام التأمين الصحي الذي تبنته السلطة الوطنية منذ عام 1994 من اجل توفير الخدمات الصحية للمشتركين فيه من موظفين ومواطنين عاديين مقابل أموال يجري اقتطاعها من رواتب الموظفين وتسديدها من غير الموظفين، وهو يقوم على أساس التأمين التضامني بين المشتركين في هذا التأمين.
فهل السلطة الوطنية تتخلى عن أبناءها ومناضليها؟ كما تخلت عن كثير من منطلقاتها ومصطلحاتها والأسس التي قامت عليها وثوابتها، وماهو تأثير ذلك على مستقبل العاملين مع السلطة أو في سفاراتها؟ وهل من معتبر؟
مصطفى بن محمد غريب
الينوي – شيكاغو
صحيفة دنيا الوطن – 10-06-2008


No comments:

Post a Comment