Thursday, August 8, 2019

ننام على اغتراب شديد... ونصحو ويدنا في النار


ننام على اغتراب شديد... ونصحو ويدنا في النار

لندن - مصطفى بن محمد غريب     الحياة     2005/02/6

إن نظرية الحفاظ على الهوية الفلسطينية افتراها الغرب، وصدقها كثير من العرب. واسمحوا لي بالقول ان عمر بن الخطاب الذي حرر القدس لم يكن فلسطينياً، بل كان من قريش، وإن صلاح الدين الأيوبي الذي حرر القدس لم يكن فلسطينياً بل كان كردياً، وإن ابراهيم الخليل الذي بنى الكعبة لم يكن خليجياً وإنما هاجر من فلسطين الى مكة. ولو قدر الله لمن يكتب ان يكون أحد أبناء المخيمات الفلسطينية، في أي دولة عربية، لشعر بمدى المعاناة التي يتجرع مرارتها الفلسطيني وحده. فهل يؤمن ببقاء الفلسطينيين في المخيمات؟ وهل هذا هو من صالح الإسلام والعرب والفلسطينيين؟ إن أكثر ما يحزنني أننا أبناء أمة واحدة نعيش حال اغتراب شديد. نحن نريد ان ننام فنصحو على اختفاء الحدود والجنسيات، ويصدق قول الله فينا «إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون» (الأنبياء: 92).

ان الدول العربية ليست بحاجة الى تجنيس أحد، إذا كان كل العرب يحملون جنسية واحدة. والدول العربية بحاجة لاستعادة علمائها من الخارج، على شرط ان يحملوا جنسية واحدة، وعقيدة واحدة هي عقيدة التوحيد. والدول العربية بحاجة للاهتمام بشعوبها، ومنحهم المزيد من الثقة في إمكاناتهم، شرط ان يكونوا أمة واحدة بحسب قوله تعالى. وان من يده في النار ليس كمن يده في الماء. فوجوب مساندة الشعب الفلسطيني المسلم بديهي، ولا يحتاج الى نقاش، وينبغي علينا ان نقوم بإحياء نظرية الجسد الواحد، والا نخذل اخواننا في فلسطين وفي الشتات كي لا يخذلنا الله عز وجلّ يوماً في أوطاننا. وتبرز أمامنا أسئلة: كيف نساند هذا الشعب المظلوم؟ وكيف ندعمه ونرفع من معنوياته؟




No comments:

Post a Comment