Thursday, August 8, 2019

إسرائيل تهدم .. وتبني




إسرائيل تهدم .. وتبني  
القضية الفلسطينية من القضايا المستعصية على الحل سواء بالمفاوضات أو بالمقاومة الشعبية , والسبب هو عدم وجود قوى فاعلة لديها نوايا حسنة تؤثر على الطرفين دون إنحياز , وكذلك إختلاف أهداف وتوجهات الشعبين لدرجة أنهما لايرغبان في العيش معاً على أرض واحدة وفي دولة واحدة بقوميتان , الكل منهم يتهم الآخر ولايرضى أن يتعايش معه وسنقوم في هذا المقال بمناقشة خطاب إيهود أولمرت عند تشكيل حكومته .       

مقتطفات من خطاب أولمرت  

يقول أولمرت ان الحكومة الفلسطينية برئاسة حركة حماس "لن تكون أبدا شريكا" في مفاوضات السلام وهنا نتساءل لماذا ؟ والجواب يتمثل "من وجهة نظر إسرائيلية" في الموافقة على ثلاث نقاط رئيسية وهي , إلقاء السلاح , والإعتراف بإسرائيل , وإحترام الاتفاقيات الموقعة .

إلقاء السلاح    

إن إلقاء السلاح هو موضوع شائك وسنحاول وضع تساؤلات وعناصر أساسية حتى نتمكن من الإلمام بالموضوع , فهل إلقاء السلاح له إيجابيات وسلبيات ومفاهيم ؟ , وماهي الضمانات ؟ , وماهي مواقف التنظيمات المسلحة منه ؟ .

إيجابيات

إذا أردنا أن نتحدث عن إيجابيات إلقاء السلاح قد يبدوا للوهلة الأولى أنه لايوجد أي إيجابيات البتة من وجهة نظر محايدة , ولكن بعد إعادة نظر وجدنا بعض المبررات الإيجابية ومنها  : 
من الممكن أن تقدم الدول الغربية الدعم والمساعدة للشعب الفلسطيني .
قد يكون من السهل على بعض الدول العربية أن تقدم مساعدات للفلسطينيين  .
قد يخفف من ضغط الإنحياز الغربي الكامل لإسرائيل .
قد تتوقف إسرائيل عن ضرب أهداف فلسطينية . 
قد تفرج إسرائيل عن بعض الأسرى في سجون الإحتلال .
قد تفرج إسرائيل عن الأموال الفلسطينية المحتجزة لديها .

سلبيات

أما الحديث عن السلبيات فهي كثيرة ونختار منها :
ضعف حماس في مواجهة إسرائيل .  
صعوبة  تحقيق أمن للشعب الفلسطيني داخلياً وخارجياً .  
ضعف حماس على الساحة الداخلية وسيحدث إختلال في توازن القوى بين الفصائل .  
عدم تلقي المساعدات من الهيئات التي تدعم المقاومة وتؤمن بالكفاح المسلح كسبيل وحيد لتحرير الأرض .  
ينتفي وجود حماس كحركة مقاومة شعبية .

وهنا يمكن أن نتخيل بعض التساؤلات ونوجزها فيما يلي :
من يضمن عدم إستمرار الهجمات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني ؟ . 
من يضمن عدم إستمرار الهجمات الفلسطينية ضد أهداف إسرائيلية ؟ .   
من هي الدول التي ستكون ضامنة في هذا الشأن , كما هي تضمن دائماً أمن إسرائيل ؟ . 
هل سبق وأن قدمت بعض الدول ضمانات وإلتزمت بها ؟ .   
هل ذلك سيتم تحت إطار الأمم المتحدة ؟ .
هل إستفاد الفلسطينيين من الأمم المتحدة منذ نشأتها  ؟ .  
ماهو موقف التنظيمات المتعددة من موضوع إلقاء السلاح ؟ .

وهنا نحن أمام أمرين إما الرفض أو القبول ولكل منهما عدة تساؤلات نوجزها فيما يلي :

الرفض
ماهو موقف السلطة من رفض التنظيمات المختلفة لإلقاء السلاح ؟ . 
هل سينزع السلاح بالقوة من التنظيمات الفلسطينية  ؟ .
هل سيكون هناك إقتتال داخلي بين الفصائل المسلحة ؟ .
 
القبول    
ماهي الفوائد التي يمكن الحصول عليها إذا قبلت التنظيمات إلقاء السلاح ؟ .
هل سيتم ذلك بمفاوضات وهل ستستغرق زمناً طويلاً ؟ .
هل ستتحول التنظيمات الى أحزاب أو تندمج فيما بينها  ؟ . 

الإعتراف بإسرائيل

وهي النقطة الثانية من النقاط الثلاث الآنفة الذكر وسنقوم بالتعليق عليها من خلال تحليل بعض البنود المهمة والمتعلقة بها وهل هناك إيجابيات أو سلبيات ؟ .  

إيجابيات

وضع حد لقضية إستمرت أكثر من نصف قرن .  
هل سيؤدي ذلك الى إنسحاب إسرائيلي من مناطق محتلة في الضفة والقطاع ؟ .  
هل سيتحقق السلام المنشود وقيام دولة فلسطينية ؟ .

سلبيات

سيؤدي الى إعترافات عربية أخرى بإسرائيل , مما يضعف موقف الفلسطينيين في الدفاع عن قضيتهم , ولن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة , ولنا بإعتراف ياسر عرفات والسلطة بإسرائيل عبرة حيث أصبح شريكاً غير مقبول وفرض عليه الحصار ويقال أنه قتل مسموماً بتوجيهات إسرائيلية .

إحترام الإتفاقيات

وهي النقطة الثالثة التي وردت في مقدمة المقال وفيها تطلب إسرائيل من حماس والسلطة إحترام الإتفاقيات المبرمة وقبل الخوض في تعداد هذه الإتفاقيات والتفاهمات نحب أن نؤكد على حقيقة نستنتجها من واقع القراءات التاريخية والتي تفيد بأن اليهود دائماً ينقضوا المواثيق والعهود وعليه لن تلتزم إسرائيل نفسها بالإتفاقيات إلا إذا كانت تخدم مصالحها الإستراتيجية كما هو الحال مع مصر والأردن ولزمن معلوم  , ونستطيع أن نعدد هذه الإتفاقيات ونوجزها بمايلي : إتفاقيات مؤتمر السلام في مدريد , إتفاقيات أوسلو , إتفاقيات شرم الشيخ , إتفاقيات كامب ديفيد الثانية , تفاهمات ميتشيل وتينيت , تفاهمات مؤتمر العقبة , إتفاقيات أخرى .  

كما إشتمل خطاب إيهود أولمرت على التهديد بضرب أي دولة تدعم حركة حماس وقد تكون الضربات القادمة لكل من , إيران , سوريا , لبنان , دول أخرى .  

ثم أثنى أولمرت على جهود الرئيس حسني مبارك وملك الأردن عبدالله بن الحسين , ولكن لماذا كل هذا الثناء ؟ , هناك تكهنات كثيرة حول هذا الموضوع ! , ونذكر فقط بتصريحات الرئيس حسني مبارك والتي دعا فيها الفلسطينيين الى توحيد الجهود ونصح حركة حماس بالإعتراف بإسرائيل , أما الثناء الآخر فنذكر أيضاً بإلغاء الأردن لزيارة وزير خارجية فلسطين الدكتور محمود الزهار وقيام الأردن بنشر معلومات خطيرة عن حيازة أسلحة ووجود مخطط يقال وضعته حماس لدعم الإرهاب في الأردن وهي معلومات "لم يتم التأكد من صحتها من مصادر مستقلة " .

وإشتمل أيضاً خطاب أولمرت على فكرة مفادها "العمل على تحسين العلاقات مع الدول العربية" , وهنا تبرز أمامنا التساؤلات التالية :  

هل ستقبل إسرائيل بمبادرة السلام العربية ؟ .  

ماهو الدور الذي ستقوم به وزارة الخارجية الإسرائيلية لتحقيق ذلك الهدف ؟ .  

هل ستلعب دول معينة من أجل تحسين العلاقات العربية الإسرائيلية ؟ .  

ماهو هدف إسرائيل من تحسين العلاقات مع الدول العربية ؟ .

ومما سبق يمكننا القول بأن إسرائيل ماضية في تنفيذ مخططاتها الإستراتيجية والتكتيكية وهي ماتزال تهدد بترسيم الحدود من جانب واحد وتضع الشروط والعراقيل ومنها إذا "لم تتعاون" السلطة الفلسطينية ولا أحد يعرف ماهو التعاون المطلوب علماً بأن تلك المخططات سوف تغذي العنف والفوضى في المنطقة وستؤدي حتماً الى إستمرار العمليات ضد إسرائيل وإستمرار المقاومة المسلحة في فلسطين وسيزيد من غضب شعوب المنطقة على السياسات السلبية العربية منها والإسرائيلية .

 

وأكد أولمرت في خطابه على تمسكه بالمستوطنات الرئيسية الكبرى في الضفة الغربية الأمر الذي يبقي إسرائيل على إحتلالها لأجزاء مهمة من الأراضي العربية المحتلة عام 67 م , مما سيعزز دور المقاومة ضدها .

وستيقى المشاكل قائمة بين سكان المستوطنات من اليهود وسكان المناطق العربية من الفلسطينيين وهنا يتبادر الى الذهن سؤال هام وهو من يضمن عدم توسع المستوطنات بضم مزيد من الأراضي بسبب الكثافة السكانية في هذه البقعة الملتهبة من العالم ؟ , فالوقت يمضي وإسرائيل تهدم الديار الفلسطينية وتبني المستعمرات الصهيونية , وأمة العرب ماذا ستجني ؟ .

 

مصطفى بن محمد غريب

الينوي  – شيكاغو 

 

صحيفة الحقائق اللإلكترونية 10-05-2006م






No comments:

Post a Comment